فى إطار إحتفالات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الشاعر أشرف عامر بنصر أكتوبر العظيم والعيد القومى لمحافظة السويس، أقامت ادارة الثقافة العامة بفرع ثقافة السويس برئاسة امال حسين التابع لإقليم القناة وسيناء برئاسة الفنان ماهر كمال بالتعاون مع مكتب الخدمة الاجتماعية بالتربية والتعليم بالسويس برنامجاً خاص باحتفالات اكتوبر المجيدة، حيث نظم عدة محاضرات وطنية بمختلف مدارس محافظة السويس حيث استضافت مدرسة تل القلزم الاعدادية بنات بمنطقة الاربعين بالسويس برئاسة السيدة الفاضلة فاطمة سليمان الفدائى سعيد على أحمد اسماعيل بطل من أبطال المقاومة الشعبية بالسويس هذا بالإضافة لعرض فيلم فيديو بروجيكتور عن حرب أكتوبر المجيدة، وذلك فى حضور الاساتذة الاخصائيين بالمدرسة مارى البير والاستاذة جهاد السيد،، والاستاذة كاميليا بشرى - اخصائية اجتماعية بمكتب الخدمة الاجتماعية
عم سعيد من ابطال المقاومة فالاسم سعيد علي أحمد إسماعيل ، سويسي أباً عن جد ، من مواليد 13 سبتمبر 1947، المهنه محل لتصنيع نسخ المفاتيح وإصلاح ” كوالين الأبواب ” أسفل مسكنه بحي الأربعين بالسويس ..
حيث بدأ حديثه بشرح دوره فى الحفاظ على مدينة السويس ومقاومتها للعدو الاسرائيلى
اختار أن يبدأ حديثه من نقطة النكسة ، حيث قال وجدنا الجيش المصري في السابع والثامن من يونيو 1967 ينسحب وفي حالة ” بهدلة ” لعدم وجود غطاء جوي ، بعد أن استغلت اسرائيل الفرصة لضرب الممرات الحربية والطائرات، أدى ذلك لاستشهاد عدد كبير من جنود القوات المسلحة ، وعاد من بقي منهم منسحبين، وبعضهم مات بعد أن دفعهم العطش إلى شرب مياه البحر ، وبعضهم مات غرقاً عندما قرروا أن يلقوا بأنفسهم في البحر بحثا عن نجاة، ونسوا انهم لا يجيدون السباحة وليس لديهم قميص نجاه ليطفو بهم لأقرب شاطئ .
شارون ” الله لا يكسبه ” أجبر أكثر من 2500 جندي مصري ، ان يحفروا قبورهم بايديهم وواراهم بالتراب وهم احياء ،كانت النكسة أكبر بعد ان اعتادنا أن نستقبل الجنود بالورود بعد عودتهم من حرب اليمن 1962، كنت أبلغ من العمر وقتها حوالي 17 سنة ، كنت أستمتع بآدائهم للعروض العسكرية بمنطقة بالقرب من نادي السويس الرياضي، الذي تحول الىن لنادي منتخب السويس بالقرب من مجمع المحاكم الحالي .
فكان من الصعب علينا أن نستقبلهم اليوم وهم يعانون هذا الانكسار، أيام النكسة كنت أبلغ من العمر 21 سنة ، وأبحث عن العمل ، لكنني عدلت عن الفكرة ، عندما سمعت المنادي ينادي بالميكروفونات ، يدعوا الشباب والرجال للدفاع عن السويس ، كان وقتها يتم توزيع السلاح على المتقدمين لهذا الشان بالبطاقة الشخصية ، توجهت إلى مدرسة عمر مكرم حيث استلمت سلاحي من هناك، سلاح بلجيكي، مكتوب عليه المملكة المصرية ، كان معي بعض الأصدقاء ، منهم الحاج محمد علي والحاج عبد الرحمن ومازالوا والباقين توفاهم الله بين شهيد ، وبين وفاة عادية .
تلقينا تدريبات تأهيلية في منطقة غبة البوص بطريق البر الاحمر ، تلقينا تدريبات الصاعقة على يد رجال اللواء جلال هريدي ، كما تدربنا على يد ضباط من سلاح المهندسين على كيفية التعامل مع الالغام وتخرجنا في يوليو ، وحضر مناورة التخرج عبد المحسن ابو النور المسئول عن الطلائع بالاتحاد الاشتراكي.
وقبل ان يتم انشاء منظمة سيناء ، أسس الشيخ حافظ سلامة والعميد الكنزي والعقيد عادل اسلام منظمة الدفاع الشعبي التي اطلق عليها فيما بعد المقاومة الشعبية .”
في يوم 28 اغسطس 67 وصل إلينا خبر ان ضابطا وصف ظابط اسرائيليين ارادوا ان يضعوا علما اسرائيليا على شمندورة امام سقالة بورتفيق ، استقلينا سيارة نصر تابعة لشركة الاهرام وركب معنا البطل مصطفى أبو هاشم والبطل غريب محمد غريب والبطل عبد ربه محمد عبد ربه ، قدت السيارة حتى باب خمسة للميناء
وتمكن الأبطال من قطع الزورق واسر الضابط وصف الضابط دون أن نطلق طلقة واحدة ، وسلمناهم للمخابرات في نفس اليوم ، ثم بدأ البطل محمود عواد اقناع بعض الراغبين في الانضمام لحركة فتح ان ينضموا للمنظمة التي تنشئها المخبارات الحربية بقيادة العقيد فتحي عباس .
استشهد البطل الشهيد مصطفى ابو هاشم في فبراير 1970، رصد الطائرات الاسرائيلية مخبأ الأسلحة بنادي السويس الرياضي ، حيث قام الشهيد مصطفى ابو هاشم باخفاء السلاح في البوص الموجود خلف النادي ، وعندما قصفت اصابت شظايا صناديق المولوتف مما ادي لاسشهاد مصطفى ابو هاشم بعد نقله لمستشفى بأيام .
كان المحافظ وقتها محمد حامد محمود ، قد قال ” لو الحروق أقل من 50 % سأنقل مصطفى بطائرة خاصة إلى مستشفى المعادي ” ، لكنها تعدت 90 % .. وتوفي مصطفى أبو هاشم في فبراير 1970 ، واخر كلمة نطق بها ” السويس ومصر امانة في رقبتكم” .
وعندما علم أخيه أحمد أبو هاشم بالخبر، ترك ولده وابنته في المهجر، وعاد ليحمل السلاح ليثأر لأخيه لمصطفى وقد كان .
بدأت حرب الاستنزاف تأخذ منحنى تصاعدي في وضح النهار منذ 1970 ، وكان لأعضاء منظمة سيناء بالسويس اصدقاء كانوا بمثابة عيون في جنوب سيناء وشمالها منهم البطل حسن خلف والذي لازال على قيد الحياة بشمال سيناء ، وقام معظم ابطال منظمة سيناء بتنفيذ عمليات فدائية بلسان بورتوفيق .
أما نحن، أقصد أعضاء المقاومة الشعبية كنا أكثر من 150 شابا ورجلا ، دورنا حماية المنشئات الحيوية مثل محطات الكهرباء والمياة اضافة الى الشوارع وأهالي السويس الذين رفضوا التهجير .
لم نتدخل في معارك ضد الصهاينة حتى يوم 23 اكتوبر 1973 ، عندما حاولوا دخول السويس من ثلاثة مناطق ، الطريق الزراعي والطريق الصحراوي وطريق السخنة ، حاولوا الدخول بالدبابات ، واستخدموا دبابات برمائية من ناحية طريق السخنة .
وكان هذا بالنسبة لنا ” يوم المنى ” لمواجهة الصهاينة وجها لوجه .. ولم أرى أجبن من الجندي الاسرائيلي مع انه كان يمتلك ترسانة سلاح ، رشاش 9 مللي وكلاشينكوف جراري بالاضافة الى قنابل يدوية مقابل سلاحنا النصف الآلي او السلاح البلجيكي ، إلى مدنا العميد يوسف عفيفي قائد الفرقة ال19 بالجيش الثالث الميداني في يوم 24 اكتوبر ، ثاني ايام عيد الفطر ، بأسلحة آلية وقنابل يدوية ، استعملناهمفي فترة ال 101 يوم حصار .
وكانت أول دبابة ضربها الشهيد ابراهيم سليمان امام سينما رويال ” سينما مصر حاليا ” وكان معه البطل محمود عواد ، الذي كان هو وزملائه يشعلون النار في المدرعات بالبنزين للقضاء على امكانية استغلالها مرة أخرى او سحبها وتظل ذكرى احتلال الصهاينة قسم الاربعين يوم 24 استشهد فيه رائد شرطة محمد عاصم حمودة اثناء الدفاع عنه ونقيب نبيل محمد شرف أيضا ، وأوجه اللوم إلى وزارة الداخلية ، التي لم تكرم نقيب شرطة مازال على قيد الحياة ، هو حسن اسامة العصرة ، كان معنا في الحصار وكان يوزع علينا الكحك بيده في ” عز ” قصف الطائرات ” في عز اليهود ما كانوا بيبرطعوا في البلد ” ، هذا الجندي المجهول لابد ان تكرمه وزارة الداخلية .
في نوفمبر .. بدأ الصهاينة في الانسحاب لمساكن المثلث، وحولوا المساكن لغرفة عمليات وشئون ادارية، حتى جاء يوم 29 يناير 74، تم فض الاشتباك في الكيلو 101 ، في المفاوضات التي تمت بحضور الفريق محمد عبد الغني الجمسي رئيس الاركان آنذاك ، وانساحبهم من السويس في 29 يناير 1974 بعد ان جاء عد من حاخامات اليهود لآداء الصلاة على قتلاهم .