قال الأثري أحمد عامر إن السياحة تعتبر أحد مقومات الدخل القومي للكثير من الدول، ومصر تمتلك مقومات سياحية ما لا يقل أبدا عن أي دولة بل يزيد بكل تأكيد عن المقومات السياحية لأي دولة، ونجد أن تفوق الكثير من الدول علي مصر ترجع إلي أسباب كثيرة منها الناحية السياحية والاقتصادية والإمكانات والبنية الأساسية من طرق ومطارات وخدمات في مجال الفنادق والسياحة والطيران بشكل عام فضلا عن قضية أساسية وهي قضية الترويج والتسويق السياحي، بالإضافة إلي حملات إعلامية وإعلانية ناجحة ورائعة وهادفة تنشر في كل العالم وبشكل حديث.
وتابع "عامر" أنه يمكن غزو العالم وإستغلال الفن والدراما في الترويج للسياحة المصرية وذلك عقب دبلجتها إلي أكثر من لغة أجنبية حيث أن ذلك سوف يُشكل شكلت قوة جديدة للتسويق والترويج السياحي لمصر في الدول الأوربية الكبيرة وسوف تتحول هذه المسلسلات إلي جذب العديد من العائلات لمتابعتها، ولكي تنجح هذه الفكر لابد من الإبهار والتشويق لهذه المسلسلات من الناحية الفنية، وناحية الاخراج والتصوير والأداء الفني للممثلين، بالإضافة إلي نوعية الملابس والديكور وروعة إختيار المعابد والقصور التاريخية، بل أيضاً لابد أن تصل إلي الإنبهار بجمال الطبيعة المصرية.
وأشار "عامر" إلي أنه في حالة نجاح هذه الفكرة سوف يساعدنا علي جذب السُياح نفسهم إلي الأماكن التي تمت تصوير المسلسلات فيها حيث أنه سوف يكون هناك رغبة كبيرة في رؤية مثل هذه الأماكن، ومما لا شك فيه أن الدراما المصرية فشلت فشل كبير، مع فشل الفنانين المصريين وبصفة خاصة المخرجين والمصورين علي الرغم من أن مصر تمتلك المقومات التي تجعلها تنجح في ذلك, فنجد نهر النيل بوسط القاهرة والذي يُعتبر من أجمل وأروع الأماكن في العالم الذي لم يستغل إطلاقاً، وأيضاً البحران الأحمر والمتوسط، بالإضافة إلي الآثار المتواجدة في أكثر من مكان مثل الأقصر، وأسوان، والجيزة، والمنيا، وسوهاج، بالإضافة إلي الإسكندرية، والأماكن الدينية الشهيرة في مصر.
وأكد "عامر" أنه علي الرغم من ذلك إن الفن المصري لم يضع ذلك في فكره وخياله أبدا عند الإخراج فمعظم أحداث هذه المسلسلات تدور غالبا في غرف مغلقة أو ديكورات مغلقة لا تخرج إلي الطبيعة ولا تبحث عن الجمال الذي كان يمكن أن يعود علي السياحة المصرية والاقتصاد المصري بالكثير من الخير، كما أننا فشلنا في الفترات السابقة في جذب نجوم السينما العالمية لتصوير أفلامهم في مصر ويرجع ذلك إلي المشاكل الإدارية ورسوم وقيود كثيرة لدرجة أن الأفلام التي تتحدث عن الحضارة الفرعونية تبني لها استوديوهات خاصة في دول آخري ويتم التصوير هناك نظراً للتسهيلات الكبيرة التي تُقدم لهم.
وشدد "عامر" بضرورة حل هذه المشكلات وتوحيد الجهة التي يتعامل معها الراغبون من فناني العالم في تصوير أعمالهم في مصر والتعامل معهم دون مبالغة في الرسوم بل تقديم تسهيلات كبيرة, فالعائد سوف يكون كبير جداً ويساعد علي جلب المزيد من الدولارات التي نحاول أن نأخذها مقابل التصوير، فالعائد بالمليارات سوف يكوم لصالح الاقتصاد وعلي مدار العديد من السنوات، ومن جهه أخري مطلوب من الفنانين المصريين والمؤلفين والمنتجين والقضايا الفنية والتليفزيون ووزارة السياحة والآثار والثقافة عليهم جميعا التفكير في هذه القضية والتعاون سوياً فيما بينهم والتفكير في رؤية جديدة للإخراج والتصوير في الدراما المصرية واستغلال جمال مصر وطبيعتها ونيلها من أجل التسويق والترويج للسياحة المصرية