على الأرض وقتلت أربعة طيارين بريطانيين. ولكن عند وصول موجة الهجوم المصرية الثانية والثالثة كان البريطانيون مستعدون وقاموا باستهداف الطائرات المصرية التي لم تتوقع هذا القدر من القوة النيرانية فأوقعوا بها خسائر فادحة.
وفي أواخر العام 1949م تلقت القوات الجوية الملكية المصرية أول طائرة نفاثة في تاريخها وكانت من نوع "جلوستر ميتيور إف-4". وبعد ذلك بفترة قصيرة تسلمت الـ "دي هافيلاند فامباير إف.بي.-5".
خلال العدوان الثلاثي في العام 1956م أو ما سمي بـ "أزمة قناة السويس"، شاركت القوات الجوية المصرية بشكل محدود أمام جحافل سلاحي طيران دولتين عظميين بالإضافة لطيران دولة لقيطة اسمها إسرائيل، ولكنها كانت تمتلك مدد كبير من السلاح وخبرة قتال كبيرة كون الطيارين اليهود قد شاركوا بكثافة في الحربين العالميتين السابقتين وأصبحوا فيما بعد قوام سلاح الجو الإسرائيلي. وقد تلقى السلاح الجوي المصري بكل أسف خسائر فادحة أمام التفوق الجوي النوعي والكمي الكاسح لقوات العدوان الثلاثي.
في حرب اليمن عام 1962م كان على للقوات الجوية المصرية عبء كبير، وكان العبء الإداري هو الأكبر لبعد مسرح العمليات باليمن عن مصر. وفي نفس الوقت كانت مصر تحارب قوات تتمتع بدعم سعودي/أردني/أمريكي/إسرائيلي وكان دعماً لا محدوداً ويتميز بخطوط مواصلات قصيرة نسبياً حيث يصل الدعم السعودي والأردني والأمريكي عبر الحدود السعودية/اليمنية ويصل الدعم الإسرائيلي من جيبوتي. أما الإمدادات المصرية لقواتها في اليمن فتأتي مباشرة من مصر عبر خطوط إمداد طويلة وعليه تم الاعتماد بكثافة على النقل الجوي ما شكل عبئاً كبيراً واستهلك المعدات التي تآكلت إلى جانبها أشياء أخرى كثيرة! وكانت حرب اليمن ضمن أسباب أخرى تمثل مقدمة ملائمة للغاية لهزيمة 1967م.
خلال عدوان إسرائيل في العام 1967م تعرضت القوات الجوية لتدمير شبه كامل لمعداتها وقدراتها القتالية فقد تم تدمير المطارات والقواعد الجوية، وكذلك تدمير المعدات والتجهيزات الأرضية الفنية والرادارات، ناهيك عن تدمير الطائرات وهي على الأرض. وخلال الهجوم الجوي الإسرائيلي المكثف الذي استمر 3 ساعات أستشهد 100 طيار مصري، ودمرت أكثر من 300 طائرة تتضمن 30 قاذفة متوسطة "توبوليف تي.يو.-16 بادجر"، و27 قاذفة "إليوشن إل-28 بيجل" بنسب خسائر 100% من القاذفات، و12 مقاتلة قاذفة "سوخوي سو-7 فيتر"، وأكثر من 90 مقاتلة "ميكويان جوروفيتش ميج-21"، وأكثر من 20 مقاتلة " ميكويان جوروفيتش ميج-19"، و 25 مقاتلة " ميكويان جوروفيتش ميج-17"، وحوالي 32 طائرة نقل ومروحية بنسب خسائر حوالي 80% من المقاتلات والنقل والمروحيات دون أن تحصل القوات الجوية المصرية على فرصة حقيقية للقتال للدفاع عن نفسها وعن سماء مصر وقوات الجيش في سيناء. ورغم ذلك فلم تتلقى القوات الجوية المصرية الضربات دون حراك بالكامل، فقد تمكن عدد من الطيارين المصريين الأبطال بجهود فردية وسط الهرج والمرج من الإقلاع بطائراتهم في طلعات بدت وكأنها طلعات ذهاب بلا عودة. حيث أقلعت طائراتهم من فوق أجزاء سليمة قصيرة لا تكفي من ممرات إقلاع أغلبها مدمر بشدة فنجح بعضهم واستشهد بعضهم الآخر وهو يحاول الإقلاع. وأبلى هؤلاء الطيارون الشجعان بلاء حسناً فاستطاع بعضهم إسقاط عدد من الطائرات الإسرائيلية رغم مباغتة الهجوم ورغم ظروف تقييد حركة الطيران وتقيد الدفاع الجوي عند بداية الحرب، وخسرت إسرائيل 40 طائرة تعترف بها سواء في معارك جوية أو في حوادث أثناء الهجوم. وقد استشهد عدد ليس بقليل من الطيارين المصريين الشجعان الذين أقلعوا للتصدي للطيران الإسرائيلي غالبيتهم ليس بيد العدو ولكن أثناء محاولتهم اليائسة للهبوط بطائراتهم فوق ممرات محطمة أو فوق طرق ومدقات عادية للسيارات أو بسبب نفاذ الوقود في غياب أي مكان ملائم للهبوط. كان يمكنهم القفز بمظلاتهم، ولكنهم أرادوا الحفاظ على الطائرات القليلة التي تبقت من المذبحة التي طالت الطيران المصري وهو رابض على الأرض. ورغم كل الدمار الذي حدث ورغم تقطع أوصال سلاح الجو المصري فقد شنت القوات الجوية المصرية خلال الأيام الأربعة الأخيرة من الحرب بما تبقى لها حوالي 150 غارة جوية على أرتال العدو وقواته فوق أرض سيناء. ولا يفوتنا أن نذكر معركة جوية مهمة نالت من غرور العدو في ذروة زهوه بنصره (المسروق) وكبدته خسارة ثقيلة رغم كل الظروف المناوئة. فقد قامت 4 طائرات "ميج-19" مصرية بمهمة شبه انتحارية لمنع العدو الإسرائيلي من احتلال شرم الشيخ المصرية بواسطة عملية إسقاط مظلي إسرائيلي. تم العلم بنية إسرائيل والحصول على المعلومات اللازمة الخاصة بتلك العملية الإسرائيلية. تم التكليف بالمهمة ورغم عدم تمتع الطيارين المصريين بميزة التوجيه الأرضي من قواعده نتيجة للدمار الكبير الذي لحق بمحطات الرادار المصرية التي دمرت في أول ساعات الحرب، فقد نجح تشكيل الـ "ميج-19" المصري في تحديد مكان واعتراض طائرتي الـ "نورد أطلس" الإسرائيليتين المكلفتين بإسقاط المظليين فوق شرم الشيخ لاحتلالها وكانتا تحملان ما بين 120-160 جندي مظلي إسرائيلي. ورغم كون طائرتي الـ "نورد أطلس" في