أنا البحر في أحشائه الدر كامن *** فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
تعد الثقافة اللغوية جزء أساس من مكونات شخصية المثقف، ينبغي عليه أن يكتسب بعض المهارات اللغوية التي تتصل بأصول اللغة وأسسها السليمة، أوالتي تتصل باللغة من حيث الأساليب وطرائق التعبير المختلفة ولاسيما التعبيرالواضح المؤثر. والقصودبالمثقف هنا المتخصص بالعلوم المختلفة (غير اللغوية) والعاملين في الوظائف الكتابية،وفي مجالات التخاطب المختلفة والتواصل اللغوي ونقل المعلومات ، كالإعلامي والمدرس والإداري والسياسي وغيرهم. فاللغة الواحدة تستعمل في أساليب مختلفة بحسب الشرائح والفئات الذين يستعملون اللغة الواحدة،منها العالية ومنها دون ذلك، ومنها العلمية والأدبية الإبداعية ومنها الواضحة والغامضة والمعقدة،والأساليب كثيرة ومتنوعة. تجمعها كلها غايةهي التعبيرعن المعاني ولكن بتفاوت أصحابها أعلاها أسلوب القرآن الكريم.
في هذا المضمار استكملت الإدارة المركزية للتدريب وإعداد القادة الثقافيين برئاسة الأستاذ هشام الإبياري فعاليات "البرنامج التنشيطي التثقيفي" لعشرين متدرباً من العاملين بفرع ثقافة القاهرة بمحاضرة عن"الثقافة اللغوية" ألقاها الدكتورهلال عبد الرازق موضحاً أننا بصدد مرحلة انتقالية،ومخاض تحول حضاري واقتصادي واجتماعي نحتاج إلى الحوار في المشكلات التي تعيق الثقافة اللغوية العامة لدى المثقفين والوقوف على أسباب النفورمن الالتزام بالمعايير اللغوية والنحوية ،لتحظى لغتنا التي هي حضارتنا وتاريخناوديننا من العناية التي تستحقها ولا نغفل مكانها المناسب في التحول الحضاري الجديد،في ظل كثرة المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني المستحدثة والصروح العلمية والمؤسسات البحثية والإعلامية والكيانات السياسية وغيرها لذا أصبحت العناية بلغة المجتمع ضرورة لأنها البنية الأساس في بناء مجتمع جديد يعنى بواجباته كلها ومنها الاعتزاز بلغته التي تمثل تاريخه وحضارته واستقلاليته.