إلى مَنْ في صحاري العُرب
أسعى كيْ أمدَّ يدا ؟
ومن "بورما" إلى "سوريا"
يسيل الدم في بردَى
ومن صنعاء للموْصِل
أسيرُ محمَّلا كَمَدا
وفي بغداد مقتلةٌ
وثأرٌ للحسين بدا
فلا درع ألوذ به
سوى صبري، وقد نفدا
صهيل الخيل في قلبي
وأصداء الفتوح حُدا
إلى من أشتكي ألمي
وفجر النصر قد بعُدا
***
ألا يا أيها الساري
تمر على القبور غدا
وتخبر كل أجدادي
بأنا نطلبُ المددا
فقد صرنا أساري العجز
، تفرق جمعنا بددا
تطاردني جنود الفرس،
أواجه محنتي فردا
تلاقيني حدود الترك
أبكي الغدر منفردا
وأذهب في اتجاه الغرب
أسعى طالبا قيدا
فأين قصائد الأعشى
وفي "ذي قار" ما وعدا
وأين ملاحم العبسي
حين يصيحُ متَّقدا
تحشرج صوتُ منبرنا
يذيعُ الخطبَ مرتعدا
فما لي غير دعواتي،
وجهدُ المخلصين سُدى
فأين أنت يا ابن زياد
تعود مع الكماة فِدا
تغيث قلوب أمتنا
وتصبح للنداء صدى