التصحر النفسي هو حالة من فقدان الذات لكيانها وإصابتها بحاله من التوهان والضياع والتمزق النفسي، يؤدي إلي القلق والتوتر، وعدم الإمان والخوف من المستقبل، هو غالبا مايقع صاحبه في فراغ عميق وإكتئاب حتمي،حتي يصبح بلا هدف وحياته دون أمل وتتناثر شخصيته وتبدأ سلوكياته في التغير متأثره بمايحيط به من مناخ سواء بيئي او إقتصادي او سياسي.
التصحر النفسي يختلف في قوته من شخص لآخر حسب البيئه والشخصيه والأسره والمحيطين ،فهو ناتج مباشر للمشاكل الأسريه والتفكك وكثره النزاعات داخل الأسره
وكثيرا مايتعرض الانسان للتصحر النفسي نتيجه احباطات كثيره يتعرض لها .
هذه الحالات غالباً ما تتحول الي شحنات غضب ، وتؤدي إلى العدوان السلبي مثل لا مبالاة، وتراخ، وتبلد وعدم انتماء، وعدم الاتقان ،ويظهر كثيراً في المؤسسه التربويه مابين الطالب والمعلم وغيرها…
وتفرز المجتمعات التي يسودها الفقر والجهل هذه الحالات بكثره حيث يموت الإبداع ويقفز الجهله والفاسدين في كل مكان،
ولهذا نجد أن الشباب هو الشريحة الأكثر تأثراً لسلوكيات التصحر النفسي، فنري غياب القيم وتزدادالشكوى في محيط الأسرة ، الجامعة ، المدرسة، بعدم وجود روح التعاون والشعور بالمسؤولية وعدم الاحترام
كما تزداد نواحي التخريب والعدوان والاساليب المرفوضه في المجتمع ،وقلة الاهتمام بالعلم وعدم احترام مشاعر الآخرين الجفاء عاطفياوالرفض لكل شيء حوله.
التصحر النفسي الذي يخرج بالانسان إلي عالم التمرد والرفض يصل به الي الجريمه والاعمال الغير مقبوله سواء اخلاقياً او صحياً او دينيا ،ثم يتحول هذا الشخص إلي عبد لنزواته فيفعل كل الأخطاء الدنيئه ويستدرج اخرين من الابرياء والمراهقين الي نفس الطريق وتهديدهم والتشهير بهم الي مالانهايه… ،
فقد خرج تماما عن اي قيم او عادات او اصول اجتماعيه او دينيه فداخله فراغ شاسع ،وإضطراب شديد ، خالي من المشاعر الإنسانيه والرحمه فهذا هو التصحر النفسي.
فإذا أردنا الإصلاح يجب إدراك أن الإصلاح لا يبدأ إلا من الأسرة من خلال تربية الأطفال ودعمهم النفسي، وتوفير البيئه المناسبه لهم المليئه بالحنان والحب، والشعور بالأمان، حتي يتمكنوا من بناء ذاتهم بصورة صحيحة،
ويجب أن يكون للمدرسة أيضا دورها في بناء شخصيه الطالب وتحفيزه على التفكير والابداع وحمايه الطلبة من ثقافة الانهزام والابتذال لبناء جيل يحترم ذاته وعاداته وقيم مجتمعه ،واثق من نفسه، له القدره على مواجهة ظروف الحياه بكافه نواحيها..
الدوله والحكومات لها دور كبير أيضاً في وشع إستراتيجيات للنهوض بأبنائنا وتوفير مناخ متوازن نقي لتحسين الواقع الدراسي والاجتماعي والنفسي لهم ، ورعايتهم وتعزيز روح الانتماء لديهم بشتي الطرق،
يجب وضع خطط نحترم فيها افكارهم وطموحاتهم وقدراتهم علي كل المستويات لخلق جيل قادر فكرياً وعلمياً علي خدمه نفسه ووطنه وحمايتها.