معالج الإدمان بين الواقع والمأمول

معالج الإدمان بين الواقع والمأمول

تحاورت مع الدكتور محمود صقر رئيس مجلس إدارة جمعية الطريق الواحد ومستشفي الطريق للطب النفسي وعلاج الإدمان عن:-

مسمي وظيفي أصبح يتكرر كثيراً في الأونة الأخيره في المجتمع المصري و المجتمعات العربية وذلك نتيجه لأنتشار مرض الإدمان بصوة مرعبة داخل المجتمع بإختلاف الفئات سواء في الأعمار أو الحالة الإجتماعية أو النوع (ذكر –انثي )

فاصبح من الضروري فهم من هو المعالج؟

وما الدور الذي يقوم به في علاج المريض ( المدمن )؟

هناك مفهوم شائع لدي المجتمع أن المعالج مجرد مدمن متعافي من مرض الإدمان

يقوم بنقل تجربته الي مدمن نشط لكي يساعده علي التعافي من المرض

ولـــــــــــــــــــــكن

واقعيا المعالج أكثر من ذلك بكثير

فالشخص الذي يطلق عليه معالج إدمان لابد أن يتمتع بسمات كثيرة (شخصية – عملية)

وأيضا مؤهلات أكثر

ولذلك لابد ان يجمع المعالج بين شقين مهمين جدا

أولا الشق الذاتي:-

أي الخبرة من تجربته السابقة مع مرض الإدمان وفهمه الشديد لما يمر به مريض الإدمان

في جميع مراحل المرض وسماته الشخصيه التي تجعله قادر علي نقل خبراته الي المريض

ثانيا الشق العلمي:-

وهو مايحصل عليه من شهادات ودبلومات في مرض الإدمان ودراسات مستمرة

لمواكبه كل ماهو جديد في مجال العلاج وطرق التعاطي وانواع المخدرات التي دائما في تجدد مستمر

وبالتالي يكون المسمي الحقيقي للمعالج هو المدرب فهو لايختلف عن مدرب التنمية البشرية (اللايف كوتش)

بل يتميز عنه بالمهارات العديدة المكتسبة من التجربة العملية التي مر بها المعالج

ولكي نستطيع فهم الدور الذي يقوم به المعالج او المدرب مع المريض

فلابد من استعراض دوره الحقيقي داخل المكان العلاجي مرورا بجميع خطوات العلاج

علما بانه هو الشخص الوحيد الذي يرافق المريض طوال فتره العلاج يوميا

من بدايه استيقاظ المريض حتي نومه مرورا بكل مراحل اليوم التي تكون جميعها جزء من البرنامج العلاجي الذي يخضع له المريض

و لذا سوف نستعرض دور المعالج او المدرب بدقة أكثر مع مريض الإدمان

من خلال شرح يوم كامل داخل المكان العلاجي:-

يقوم المعالج بتدريب المريض (النزيل)

علي الأستيقاظ بميعاد والنوم بميعاد

علي أن يرتب ادواته الشخصيه (دولابه – سريره – اشيائه الخاصة)

وهو مايسمي في البرنامج ( الديوتي)

وعلي إداره الوقت خلال يومه بالكامل

وعلي الأمانة مع النفس ومع الآخرين

والتفتح الذهني ونيه بذل الجهد

و(الهدف) وهو مايسمي بالجول الاسبوعي ثم في آخر المدة العلاجية يطيل الهدف

و(التأمل) المدتيشن حيث يستطيع المعالج من خلالها أن يجعلهم قادرين علي المشاركة

والتحدث والتأمل بعمق في جميع الفقرات وهي أحدي خطوات برنامج ال12 خطوة

وأيضاعلي الجروبات العلاجية وهي كثيرة ومتنوعة ومنها:-

-جروب البروسيس (الأحاسيس والمشاعر):-

يعلم المريض كيف يعبر عن أحاسيسه ومشاعره ويسميها ويصرح بها

ويخرج من دائره الخوف من التصريح بمشاعره او التفاعل والكلام داخل الجروب (الأنحسارات)

-جروب المواجهة:-

يعلم المريض كيف يواجه لأن بعض المرضي والمتعافين لديهم خوف من المواجهة

-جروب الثربي:-

وهو يشمل عده جروبات تتيح للمريض التواصل مع الآخرين و أيضا التفكير الإبداعي

-جروب العوايز والاحتياجات:-

ماهي عوايزهم وماهي أحتياجاتهم ويدربهم أيضا علي العمل علي النفس

و وقف أي علاقه سلبية تؤثرعلي شفائه وكيفيه التعامل مع المدمن النشط

-جروب هنا ودلوقتي:-

تعليم المريض التعامل مع أفكاره الملحة التي كانت تسيطر عليه وقت المرض

-جروب الكرسي الخالي:-

تعليم المريض أستدعاء أشخاص فقدهم ولهم تاثير في حياته سواء أثناء المرض أو بعد العلاج

-جروب المرايا:-

تعليم المريض مصارحة نفسه بحقيقة مرضه

-جروب الريفلكشن (انعكسات اليوم):-

وهوجروب يومي يتواجد به المعالج مع المريض لكي يتسني للمعالج اخراج كل مابداخل المريض من أستياءات أو أمتنان لأشخاص

أو مواقف علي مدار اليوم ويستعرض مع المريض أولوياته و واجباته اليومية

وما إذا كان انجزها كلها ويحيه على ذلك

ويشجعه علي الأستمرار أمام باقي الجروب لرفع معنويات المريض

و أيضا وما هي أوجه التقصير في الأولويات إن وجدت و أسبابها

وقد اضاف دكتور محمود أهمية دور المعالج في متابعه المظهر العام للمريض بكل تفاصيله مثال ( اللبس – حلاقه الشعر – تهذيب الذقن والشارب)

وهناك دور هام للمعالج في أجازات المريض وخصوصا في أولي الأجازات

حيث يدربه علي كيفيه التعامل في المنزل والشارع والبيئه المحيطه به

وأيضا علي تخطي مشاعر الأنحسارات والمواجهة كما تدرب في جروب البروسيس وجروب المواجهة

وهناك دور قوي للمعالج وجلوسه مع المريض في مراجعة جميع البيانات المتواجده علي تليفونه او اللاب توب الخاص به

والذي كان يستخدمهم طوال فتره المرض (تعاطيه المخدر) وذلك يشمل ( ارقام اشخاص مازالوا يتعاطوا المخدر– أو أماكن كان يتردد عليها لشراء المخدر – أو أي ذكريات لها علاقه بهذه الفترة) وحذفها وذلك يحدث بأراده المريض الشخصية وبيده و تحت عناية المعالج

وبذلك نكون قد استعرضنا بعض من أهم سمات و أدوار المعالج أو المدرب

وهي كثيره ومتعدده وايضا مختلفة في طرق تطبيقها لأختلاف أنماط المرضي

من حيث( اعمارهم - طبقاتهم الاجتماعيه - ونوعهم سواء ذكور او اناث - أختلاف ثقافتهم )

و من حيث انه (مريض إدمان بدون شق نفسي – مريض إدمان ولديه شق نفسي)

وأيضا من حيث أن (مرض الإدمان قد أدي الي المرض النفسي – المرض النفسي قد أدي الي مرض الإدمان )

الكلمات المفتاحية محمود صقر

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;