يجب الفصل بين الطلاق والانفصال فالفرق بينهما كبير .
الانفصال حاله من التباعد بين الزوجين يحدث غالبا بقرار من الزوجان او أحدهما يفرضه
علي الآخر بالعيش منفصلان دون إجراءات قانونياً.
وفي مجتمعاتنا الحديث عن الأنفصال امر غير سهل فيبقي معظم الاحيان داخل اسوار المنزل ولايفصح عنه اي الطرفين بشكل واضح.
الانفصال انواع متعدده ..منها المادي ومنها العاطفي ومنها الجنسي ومنها الانفصال الإجتماعي .
ففي الكثير من الاحوال يحدث بعد سنوات من الزواج فتور العلاقه مابين الزوجين وتصبح مسافات الحوار بينهم بعيده.وتتعدد اسباب هذا الفتور فيما بين الضغوط المستمره وتحمل طرف المشقه عن الاخر،
واحياناً انشغال الزوجه بالاولاد واهمالها لزوجها يؤدي لهروبه خارج البيت ويأتي الانفصال،
واحيانا يكون الزواج بغرض توفير حياه كريمه وراحه ماديه فيأتي الفتور وعدم الرغبه سريعا وتصيب الحياه الزوجيه الممل وقضاء واجبات فقط،
وأحيانا النزوات وتكرارها تكون سبب للانفصال المنزلي عن ويظل الزوجان دون طلاق للمظاهر الاجتماعيه ، وأحياناً الظروف المرضيه لاحد الطرفين وغير تقبل الاخر لهذا المرض فيكون سبب الابتعاد.
وكثير من الخبراء بعلم النفس والاجتماع اكدوا أن نسب
"الانفصال المنزلي" فاقت اضعاف نسبة الطلاق الرسمي
ونظراً لحساسية الموضوع لم نستطيع تحديد اي احصائيات واضحه ،حيث اصبح هذا الانفصال يجتاح جميع فئات المجتمع بغض النظر عن ديانتهم أو قوميتهم أو أعمارهم أوخلفياتهم الثقافية.
وفي كل الاحوال هذا السلوك داخل الاسره له من الاضرار الكفيلة ان تهدمها. فالانفصال له من التأثير علي الاسره كلها سواء الاب او الام والاولاد .
فحدوث الانفصال وفتور العواطف بين الزوجين تحدث صدمه للاطفال وكأن العالم تهدم حولهم
وتختلف الصدمة التي يتعرض لها الطفل بعوامل عديده حسب عمر الطفل , وضعيه الانفصال , التفاهم ،استيعاب وإدراك الطفل للانفصال والدعم الذي يجده من الاصدقاء والعائلة .
وتتصارع احاسيس كثيره داخل الطفل في هذه الفتره الاحساس بالخسارة , وفقدان حياته بكاملها .القلق حول العيش وحيدا،الشعور بالحقد والغضب من الوالدين الذي يعتقد أنهما سبب هذه الحاله .الشعور بفقدان الامان .الاحساس بالتشتت بين الوالدين .
من المهم ألا يكون الاطفال في بؤرة الصراع مهما كانت المشاكل او الصراعات بين الوالدين.
فالانفصال يجعل الطفل لا يشعر بالامان ، تؤدي به الى سلوك طفولى لمرحلة عمرية ادنى (النكوص) مثل التبول الليلى ، الحدة والقلق والعناد ، والمراهقون ينتابهم سلوك مضطرب مثل الانطواء وعدم التركيز على المواد الدراسية،واحياناً العدوانيه والعنف.