كورونا يعيد طقس مصر لوصف كتب الجغرافيا
لاحظنا هذا العام التغير الشديد في مناخ مصر عن العام السابق مر الصيف دون ان نشعر بقسوة حرارته وها هو الشتاء يمر سريعا بطقس دافئ دون ان يحدث كوارث مثل العام السابق عام ٢٠٢٠
فقد جاء طقس مصر هذا العام كما وصفته كتب الجغرافيا تماما (حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاءا )
فهل سيتخلي اصحاب ظاهرة التناوب المناخي عن فكرتهم بعد ان اثبتت جائحة كورونا بما لا يدع مجالا للشك ان التلوث هو الذي يسبب الإحتباس الحراري والتغيرات المناخية الشديدة التي تمر بها معظم دول العالم ؟!
ما هي ظاهرة التناوب المناخي ؟
كان شهرا مايو و يونيو ٢٠١٤ الأشد حرارة في العالم كله منذ بدء البشر بتسجيل درجات الحرارة. ويسود خلاف بين العلماء حتى الآن حول ما إذا كان ذلك بفعل تغير الطقس أم تغير المناخ.
تُظهر أحدث أرقام دائرة الأرصاد الجوية الأميركية أن شهرا مايو و يونيو ٢٠١٤ شهدا تسجيل أعلى درجات حرارة على الإطلاق منذ بدء توثيق درجات الحرارة في عام ١٨١٨. ووفقا لمتوسط درجات الحرارة التي سجلتها محطات الأرصاد الجوية في البر والبحر فإن شهر مايو كان أكثر سخونة بمقدار ٠.٧٤ درجة مئوية من المتوسط في القرن العشرين، بينما بلغت الزيادة في السخونة في يونيو ٠.٧٢ درجة مئوية.
وهذا قد يعطي الانطباع بأن درجات الحرارة في زيادة فقط، لكن عند النظر إلى الفترة الزمنية بين يوليو ٢٠١٣ وحتى يونيو ٢٠١٤ نجد أنها تحتل المرتبة الثانية من حيث سخونة الجو، فهي أقل في المتوسط بمقدار ٠.٠١ درجة مئوية عن الفترة بين يوليو ٢٠٠٩ و يونيو ٢٠١٠.
وعند مقارنة سنة كاملة (من يناير حتي ديسمبر) نجد أن ٢٠١٠ كانت الأشد سخونة في القرن العشرين، حيث ارتفعت السخونة عن المتوسط بمقدار ٠.٦٦ درجة مئوية. وفي المرتبة الثانية سنة ٢٠٠٥ (٠.٦٥) ثم سنة ١٩٩٨ (٠.٦٤) ، ثم ٢٠٠٣ و ٢٠١٣ وقد بلغت سخونة الجو الزائدة عن المتوسط في كليهما ٠.٦٢ درجة مئوية.
وتفيد بيانات دائرة الأرصاد الجوية الأميركية التي سجلت منذ عام ١٨٨٠، أن الفترة بين ١٨٨٠ و ١٩١١ كانت هناك مرحلة برودة عالمية، تلتها مرحلة سخونة استمرت حتى عام ١٩٤٢ ، تلتها مرحلة برودة جديدة من نهاية الحرب العالمية الثانية حتى منتصف الخمسينات اي هناك تناوب في مراحل البرودة والسخونة.
ومن هنا اختلفت وجهات النظر حول الاحتباس الحراري فالمؤيدون والمنتقدون لنظرية تغير المناخ بفعل البشر يفسرون بشكل مختلف بيانات القياس التي تجمعها دائرة الأرصاد الأميركية من جميع أنحاء العالم والتي تسجلها أيضا الأقمار الصناعية .
وأرجعوا مسؤولية ظاهرة الإحتباس الحراري إلى زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي خصوصا منذ بداية الثورة الصناعية، ويربطون ذلك بزيادة استهلاك الطاقة من الوقود الأحفوري.
أما من يرفضون نظرية تغير المناخ بفعل البشر فيرون أن الربط بين زيادة ثاني أكسيد الكربون في الجو والاحتباس الحراري مسألة لا دليل عليها حتي الآن ! بالإضافة إلي أن في تاريخ البشرية قديما وحديثا مراحل سخونة للجو كانت أكثر سخونة من الآن حتى بغض النظر عن مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مما يثبت لهم صحة ظاهرة التناوب المناخي .
وهناك علماء كبار في مجال المناخ ينظرون إلى أن مسألة العقود (عشرات السنين) هي قصيرة جدا للإدلاء ببيانات موثوق بها عن تغير المناخ الحالي.
هل ستقضي جائحة كورونا علي إحتمالية وجود ظاهرة التناوب المناخي ؟!
الان بسبب الاثار التي ترتبت علي حدوث جائحة كورونا يجب أن نعيد النظر في هذا الإختلاف فتخفيض نسب الكربون في الهواء الجوي بنسبة ٣٠% بسبب توقف المصانع وتوقف حركة الطيران والتي كانت تسبب تلوث بنسبة ٥% من اجمالي نسب التلوث وتوقف النشاط البشري بشكل كبير نري نتائجه واضحة جليا في انحصار الكوارث التي كانت تحدث بسبب التغيرات المناخية علي مستوي العالم ليثبت لمؤيدي ظاهرة التناوب المناخي ان التلوث له تأثير كبير في الانحراف الشديد الذي يحدث في المناخ مما يسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير صيفا وانخفاض الحرارة بشكل ملحوظ شتاءا كما رأينا في السنوات السابقة.
فهل سيتخذ المعنيون بالبيئة والمسئولون عن سلامتها عالميا معايير وقرارات جديدة للمحافظة علي المكتسبات البيئية التي خلفتها جائحة كورونا .. أم سرعان ما سيعود الوضع البيئي كما كان عليه في السابق و ينتصر اصحاب الفكر الإقتصادي في تحقيق المكاسب المادية من الصناعة و تعويض الخسارة المادية التي لحقتهم من توقف المصانع اثناء انتشار الفيروس دون النظر إلي سلامة البيئة ؟! ..
هذا ما سنراه في السنوات القادمة مع تراكم الأثار البيئية التي سيحدثها الانسان بعد إنتهاء أزمة كورونا .