أرسل لي أحد الأصدقاء يطلب مني أن أكتب عن" الناس الحلوة " ، فوجدت أن هناك صعوبة بالغه تواجهني فالقلم يأبي أن يصنف البشر بل ويتهمني قائلاً كيف يحق لكِ أن تميزي بينهم كما يحلو لكِ .

وبعد فترة من الحوار بيننا وجدت أنه علي حق ,فـ الله عز وجل لم يخلق شيئاً رديا وخاصة الإنسان... " وقال الله نخلق الانسان علي صورتنا كشبهنا" أي صورته في القداسه والعقل وأخري ، ورأي الله الإنسان فإذا هو حسن جدا .

فكيف لي أو لغيري إذا أن أغير ما قال الله عنه أنه حسن جداً !

الحقيقه أن سقوط الإنسان أدي إلي تشوه تلك الصوره المقدسه " الحلوه" ولكن هذا لا يعني عدم وجودها ولكننا نحتاج أن نبحث عنها ونحاول أن نراها ونخرجها من أعماق الآخرين ولا نقف أمام الصوره الخارجيه ، بمعني الآتي :

* لو سلمنا بأن الناس الحلوه هي التي تبتسم دائماً في وجهك مهما كان المر والحزن بداخلها كي لا تشعرك بآلامها ، فأيضا الناس التي تذرف عيونها بالدموع حين تراك وترتاح حين تحكي لك عن أوجاعها هم أُناس تري أنك تملك قلبا حنونا وروحا دافئه لذا فتحت قلبها لك كي تفرغ ما فيه من هموم وهي تثق بك تمام الثقة وليس لأنها تريد أن تحزنك أو تكئبك .

* ولو رأينا بأن الناس الحلوه هم هؤلاء الذين حين يروك يفسحون لك مكانا كي تجلس بينهم وتستقبلك بإبتسامة وترحاب، فأيضا أولئك الذين لا يفعلون هكذا ربما يشعرون بالضيق من أمر ما ولا يريدوا أن يشعروا بذلك حتي لا يكونوا سببا لحزنك .

*ولو كنا نعتقد بأن الناس الحلوه هم هؤلاء الذين تحمر كفوف أيديهم من شدة التصفيق في مناسباتك السعيدة ويفضلن الوقوف جانبك بالساعات عن الجلوس بعيدا عنك كي يشاركونك فرحك وفرحتك، فهذا لا يعني أن من لا يفعلها أقل حبا لك فربما لديه آلم يمنعه من الوقوف لساعات طويله وربما تحامل علي نفسه كي يأتي ويشاركك وقد لا يتوقف قلبه عن الدعاء لك بالخير والسعاده وانت لا تشعر بذلك.

وفي هذا يكثر الحديث لكن الخلاصه أنه لا يجب أن نميز بين البشر يقولنا هذا حلو وهذا سئ فالناس أشكال وأنواع وكل منه بداخله الجيد والردئ، أما ما يجعل إحدي الكفتين تميل عن الأخري هو مقدار عمل الله ووضوح صورته داخلهم ونحن حين نحكم علي الآخر ونقر بأنه ردي أو سئ فنحن بذلك نقع في خطية الإدانة في الوقت الذي قد يكون هو أفضل منا بجهاده ضد كل ما هو سئ فيه ليصير علي صورة خالقه.