إذا كان إستمرار بقاء الإنسان والكائنات يعني إستمرار الحياة لذا فإنه ليس بغريب علينا أن نربط بين كلاهما محاولين أن نستفيد بكل ما يحيط بنا ، والكائنات الحية بخلاف الإنسان خلقت لأسباب كثيرة فبالإضافة إلي أنها أحد سبل الحفاظ علي حياة الإنسان وإستمراره إلا أنها أيضاً وسيلة للتمتع والتعلم ، وربما هذا ما دعاني إلى التأمل في شجرة السيكويا العملاقة كمثال لما أتحدث.
يرجع تاريخ أشجار «السيكويا» العملاقة إلى أربعة ألاف و 840 عاما، وهى معاصرة لأهرامات الجيزة، وتحتوي على حجم كبير من الأخشاب مما يجعلها أكبر الأشجار الحية المعمرة في العالم، والتي قد يصل عمرها إلى أكثر من 3 ألاف سنة.
وأشجار السيكويا العملاقة من الأشجار المتحملة جدًا ولم يعرف عنها أنها ماتت من كبر أو مرض أو هجمات الحشرات. إلا أن البرق فقد حطَّم قمم معظم الأشجار الضخمة منها.
فماذا تُعلمنا السيكويا؟
نمت إحدى اشجار السيكويا في أحد البساتين الخاصة بها لدرجة أنها أغلقت الطريق أمام السيارات فلم يستطع أحد العبور ؛ فكر المهندسين كثيراً في كيفية التعامل مع الوضع إلي أن وصلوا إلى نتيجه رائعه فبدلاً من أن يتخلصوا من الشجرة بقطعها وهذا ليس أمراً سهلاً قرروا أن يصنعوا في داخل الشجرة طريقًا لعبور السيارات وبهذا صار الطريق أكثر جمالاً وحلت المشكلة دون التخلص من الشجرة .
هكذا نحن يا أحبائي كثيراً ما تواجهنا الصعاب في حياتنا فتقسمنا بها إلي الآتي :
* البعض يشعر كما لو أن الحياة توقفت به عند هذا الحد فيدخل في دائرة من الإحباطات والأمراض النفسية ويستسلم للأمر .
* البعض قد يتصور أن عليه تحطيم الصعاب كليًا ،فيفكر في إزالة كل" من أو ما " يقف حائلا أمامه دون تعقل .
* أما البعض الثالث فهم تلك الفئة التي تتعامل مع الصعاب بحكمه فتراها
اولا : مفكره
ثانيا : متعقلة
ثالثا: متأنية
رابعا: مُصليه
خامسا : تطلب الإرشاد
سادسا : مُتحسبه
إلى أن تصل إلى أفضل الحلول لتجعل من تلك الصعاب دافعا للتقدم والعلو.
عند التعامل مع أبنائنا لابد لنا من ملاحظة الآتي :
* لا تنزع العقبات من طريق أبنائك بل دعهم يواجهونها ولاحظهم وإرشدهم وان أحتاج الأمر قدم لهم سبل التعاون لكن لا تحاول إزالة الصعاب بدلا عنهم بداية من :
* حمل الطفل لشنطه مدرسته
* محاولته إرتداء ملابسه بمفرده
* اعطاؤه مصروف محدد وأترك له تدبير إحتياجاته من خلال ذلك المصروف.
* لا تخفي عن أبناءك أي مصاعب تواجه حياتك خاصه المادية منها بل شاركه بها علي قدر وعيه وسنه ولا مانع من أخذ رأيه في التدابير ومشاركتة المسئوليه.
* لا تضع مالك أو مكانتك الإجتماعية أو سلطتك أدوات لإزالة الصعاب من حياة أولادك فليست تلك الأشياء دائمة لهم.
* كن مرشداً لأبنائك بخبراتك وتجاربك الخاصة إن طلبوا منك ذلك.
* لا تنسي أن الصلاة والإلتجاء لله هو أقصر وأنجح الطرق التي تساعد في التعامل مع الصعاب وأجتيازها فلا تتوانى في تعليمهم الصلاة منذ نعومة أظافرهم.