قبل أي شيء لابد لنا أن نعرف ما هو الوعي؟ و كيف نشأ؟و آراء علماء النفس و علم الإجتماع و الفلاسفة بالوعي.
الوعي هو فهم الشيء والإحاطة به من جميع النواحي، وجاءوا علماء النفس و فقالوا عن الوعي بأنه فهم الذات و مكنونها، و قال علماء الاجتماع بأن الوعي هو تطور فسيولوجي للعقل و مخ الإنسان ،و هو المعرفة المكتسبة،و من هنا جاء علماء الفلسفة فقالوا عن الوعي بأنه هي التجارب الواعية للذات ،و تنقسم إلى تجارب مادية ملموسة و تجارب ذاتية محسوسه.
بالوعي في اصلة هو تجربة ذاتية أو تجربة ظاهرتية اي كيف تبدو الأشياء لي أنا، فإنه يجب أن يكون كل إنسان على درجة كبيرة من الوعي لكي يفهم دقائق الأمور وما يدور حوله من قضايا و متغيرات فكرية وفلسفية ،لكي يتماشي مع نمط العصر الذي يعيشه ،في زمن بات التحلى بالوعي أصبح من الضروريات المهمة فقال
الشيخ محمد الغزالي
في غياب الوعي عند الأمة، فقال رحمه الله: “الضمير المعتل والفكر المختل ليسا من الإسلام في شيء. وقد انتمت إلى الإسلام اليوم أمم فاقدة الوعي، عوجاء الخطى، قد يحسبها البعض أممًا حية ولكنها مغمى عليها. والحياة الإسلامية تقوم على فكر ناضر؛ إذ الغباء في ديننا معصية”
كثير من العلماء اختلفوا في فهم وتفسير الوعي و ماهيته و من هنا قسمه العلماء إلى قسمين "الوعي بالذات ،و الوعي بالاخر"،حيث أن الوعي بالذات هو علينا أن نعرف ذاتنا و نفهم أنفسنا جيدا ماضينا و حاضرنا و مستقبلنا،لابد من معرفة واقعنا الذي نعيشه و نحياه لكي ندركه كما هو ومعرفة
كل القضايا والأولويات حتى نحسن التعامل معها .
الوعي بالذات الاخرى،هي معرفة الاخر و كيفية التعامل معه و التعامل مع الآمال و الفرص المتاحه لكي نغتنمها، حتى نجمع بين المثالية والواقعية،و نقاط الضعف و ما هي عوامل التلاقي ،و اسباب الإختلاف، و النزاع الذي يفرقنا.
و عموما الوعي حالة قابلة للزيادة والنقصان ،ليس ثابته ،فإنه يزيد بالقراءة و الاطلاع واليقظة والتأمل و ينقص بالغربة والإهمال للعقل.
فلابد من مضاعفة الجهد ممن يشتغلون بالوعي لان موضوع الوعي بات قضية مهمة جدا هو قضية حياة أو موت في هذا الوقت حتى لا نكون عرضة للضحك علينا و استغلالنا.