تفاعل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ليلة الأربعاء، بشكل كبير مع الأحداث المتصارعة التي تواجهها الولايات المتحدة على الصعيد الدولي، خاصة بشأن ملفي توتر العلاقات مع إيران وكوريا الشمالية.
الرئيس الأمريكي كعادته دائما مثير للجدل بتصريحاته وتغريداته التي لا تتوقف على موقع تويتر، ما جعله يقول الشيء ونقيضه في ليلة واحدة بشأن ملفات تراها الولايات المتحدة محورية في سياستها الدولية.
أسباب الأزمة الأخيرة مع طهران
اتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف خلف الهجوم قاعدة كركوك بأكثر من (30) صاروخ كاتيوشا، يوم الجمعة 27 ديسمبر / كانون الأول 2019 والذي تسبب في مقتل مواطن أمريكي وإصابة اثنين من القوات العراقية وأربعة من القوات الأمريكية، وادعت واشنطن أن الهجوم صادر عن كتائب حزب الله العراقية.
إيران نفت المسئولية عن الحادث مؤكدة أن الولايات المتحدة تهين الشعب العراقي وتدمر بنيته التحتية.
وردا على ذلك أعلنت واشنطن يوم الأحد 29 ديسمبر / كانون الأول 2019، قصفها لمواقع تابعة لكتائب حزب الله التابعة للحشد الشعبي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 27 شخصا وإصابة ما يقارب 62 آخرين من عناصر الحشد الشعبي.
تظاهر الآلاف بمحيط السفارة الأمريكية بالعاصمة العراقية بغداد، منذ صباح الاثنين 30 ديسمبر / كانون الأول، احتجاجا على القصف الأمريكي، وقام محتجون بمحاولة اقتحام السفارة دون وقوع خسائر مادية أو بشرية.
ترامب يهدد إيران ويتراجع
أمريكا ألقت التهم مجددا على إيران مؤكدة على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو أن سلوك طهران الخبيث يجب أن يتم مجابهته.
الرئيس الأمريكي ترامب أيضا أطلق العديد من الاتهامات، حيث حذر إيران قائلا في تغردية على موقع "تويتر"، "نحمل إيران المسؤولية الكاملة عن أي خسائر بشرية أو مادية في سفارتنا ببغداد". مضيفا " "أقول لإيران إنها ستدفع ثمنا باهظا جدا نتيجة اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد وهو تهديد وليس تحذيرا".
لم تمض ساعات حتى ظهر الرئيس الأمريكي ترامب في مؤتمر صحفي ليؤكد أنه لا يريد الحرب مع إيران ولا يتوقعها، حيث قال: "هل أريد؟ لا. أريد السلام وأحب السلام. ويجب أن ترغب إيران في السلام أكثر من أي شخص آخر. لذلك أنا لا أرى ذلك يحدث".
ترامب يرد على تهديد كوريا الشمالية بـ "المزهرية"
ملف كوريا الشمالية أيضا كان حاضرا بقوة في المشهد، حيث انتهت المهلة التي أعطاها زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون لواشنطن كي تخفف موقفها في المفاوضات المتوقفة، والتي تهدف إلى إنهاء برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية.
الزعيم الكوري الشمالي صرح بعد انتهاء المهلة، أنه "في ظل هذه الظروف، لا توجد أرضية تدفعنا للحفاظ على هذا الالتزام من جانب واحد، وأن ما يحدث يضعف جهودنا من أجل تحقيق نزع السلاح النووي، وعدم الانتشار النووي في جميع أنحاء العالم"، وفقا لوكالة "يونهاب" الكورية.
وأضاف "كيم"، بأن بلاده ستدفع بنشاط أكبر مشروع تطوير الأسلحة الاستراتيجية وبأن "العالم سيرى سلاح ااستراتيجيا جديدا تمتلكه البلاد في المستقبل القريب".
تصريحات كوريا الشمالية جعلت وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو يقول، "ما زلنا نأمل أن يتخذ الرئيس كيم مسارا مختلفا". "آمل أن يختار (كيم جونغ- أون) السلام والازدهار وليس الصراع والحرب".
وبعدها خرج الرئيس ترامب في تصريحات صحفية ليؤكد أن "كيم جونغ-أون رجل صاحب كلمة".
وكرر ترامب، أيضا أنه يتوقع الحصول من كيم جونغ-أون على مزهرية شرقية رائعة كهدية، لكنه لم يشرح السبب.
ترامب سعيد بمحاكمته في مجلس الشيوخ لكنه غير مهتم
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، إنه سيكون سعيدا بمحاكمته في مجلس الشيوخ بعد مساءلته في مجلس النواب بقيادة الديمقراطيين، لكنه غير مهتم حقا.
وقال ترامب للصحفيين "أنا غير مهتم حقا. الأمر لا يهم. بالنسبة لي، سأكون سعيدا جدا بالمحاكمة لأننا لم نرتكب أي شيء".
ووجه مجلس النواب الأمريكي، الذي يغلب عليه الديمقراطيون، الخميس 19 ديسمبر / كانون الأول 2019 تهمتين لترامب بخصوص ممارسته ضغوطا على أوكرانيا للتحقيق مع خصمه السياسي جو بايدن وابنه.
وبايدن من الوجوه البارزة الساعية لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة عام 2020.
والتهمتان هما إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونجرس. ومن المتوقع أن تتم المساءلة أمام مجلس الشيوخ الشهر الجاري.