تشهد مدينة مطاى شمال محافظة المنيا ميلاد فنانة ترسم صورا ولوحات فنية ليس تصويراً للواقع لكنه انعكاس عنه ومساحة اللوحة لا تمثل عالم الشكل وإنما أبعاده المبعثرة في الألوان والخطوط ومساحة التضليل والبياض التي تخفي بين طياتها الضوء المسلط على الشكل لإبراز معالمه وقراءة تفاصيله وملامحه الغارقة في بحر البياض ذاته بخطوط تحفز تنصب كلحن عذب في خطوط وألوان ومساحات التضليل المتناسقة .
تقول أفنان حسن احمد محمد طالبة كلية زراعة جامعة المنيا ان الرسم هواية منذ الطفولة واسعي لتنميتها بالتعليم والتدريب مع الإيمان ان يكون الرسام مرهف الحس، يمتلك عينان كعيون الصقر يلتقط تفاصيل الجمال بسرعة البرق ويحس به، ليعكسه إحساساً في عمله الإبداعي ولا يرسم بيده، وإنما بروحه وقلمه الذي يمثل أحد مجسات روحه التي تخط أحاسيسه ومشاعره. وريشته ليست أداة للتلوين، وإنما مجساً تعكس ترددات الروح فهي تضرب بوحي ترددات الروح المتحسسة لتفاصيل الجمال، لأنها تستمد أحكامها في التلوين من عوالم كونية جسدت الجمال في الواقع غير المرئي.
أكدت الفنانة - أفنان حسن- ان فن الرسم أصعب أنواع الفنون لأنه تعبير صامت عن أشياء صارخة، وتسليط الضوء على الزوايا المعتمة في الواقع وبحث متواصل للكشف عن تفاصيل غير مرئية استدلت الأيام والسنين والأحداث الستار عليها. فهو حاضن ثقافي لهوية المجتمع ، مما جعله فناً شديد الأهمية بالنسبة لكل الشعوب والأمم .
أوضحت الفنانة قد تختلف الرؤية في لوحة معينة من شخص لآخر، نظراً لثقافته وشخصيته، وهذا التباين يظهر براعة الرسام حيث يبرز أبعاد خفية للوحة قد لا تبدو واضحة للناظر العادي، وإنما هي قراءة لتفاصيل غير مرئية تعبر عن الواقع، ويفرع الرسم لعدة أنواع تشكل فارق عن بعضها البعض.