تصدق علي نفسك بأعمالك

تصدق علي نفسك بأعمالك

مازلنا مع الصدقة وما ينبغي علينا نحوها والعائد منها علي النفس والاهل في الدنيا والآخرة واليوم نتكلم عن صدقة الرجل علي نفسه

فالمرء مؤاخذ علي أقواله واعماله الصّالحَة، بل أعمالُ القلوبِ تُثاب عليها، نُطقُ اللّسان عملُ الجوارحِ كلّ ذلك تثابُ عليه

يقول تعالي{يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ ارْكَعُواْ وَاسْجُدُواْ وَاعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وَافْعَلُواْ الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ويقول جل وعلا -: {فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ} {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَـاواتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}

فجميع أوامر وفرض الإسلام من بداية أن أن تشهد بشهادة التوحيد وتقيم الصلاة والزكاة وصوم وتحت أن أن استطعت فكل ذالك يعاد عليك بالخير مادامت نيته خالصة لله فأداؤك للزكاة ركنٌ من أركانِ دينك، ومع أدائِك لها فلك مِن الله الثوابُ العظيم {خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا وَصَلّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَواتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} وما نَقص صدقةٌ مِن مال، بل تزِده بل تزده.صومُك لرمضان وقيامك لليلِه مِن أسباب تكفير الذّنوب ورفعِ الدّرجات، «من صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه»[«من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدم من ذنبه» «الصوم لي وأنا أجزي به»

حجُّك لبيت الله، «من حجَ البيتَ فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبِه كيوم ولدته أمّه»

أمرُك بالمعروف ونهيُك عن المنكر صدقة منك على نفسك، كما قال: «وأمرُك بالمَعروف صدقة ونهيُك عن المنكر صدقة»[. برّك بوالديك وإحسانُك إليهما صدقةٌ منك على نفسك مع كونِه أمرًا شرعيًّا واجبًا عليك. صلتُك لرَحمِك عملٌ صالح وإحسانٌ منك إلى نفسك مع أنّه أمر مطلوب منك شرعًا، «من أحبّ أن ينسَأ له في أثره ويبسَط له في رزقه فليصِل ذا رحمِه»

تفريجُ كَرب المكروب وهمِّ المهموم وقضاؤك لحاجة أخيك كلُّها أعمال صالحة، صدقةٌ منك على نفسك، وثوابٌ مدَّخر لك يوم القيامة، «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربةً من كرَب الدّنيا فرَّج الله عنه كربةً من كُرب يومِ القيامة، ومن ستر مسلمًا في الدّنيا ستره الله في الدّنيا والآخرة»

عيادتُك للمريض واتّباعك للجنازة ونصرُك للمظلوم وإفشاؤك السّلامَ وإجابة دعوة أخيك وإبرار قسمِه إن أقسَم أعمالٌ صالحة وهي حقوق للمسلم على المسلم، ولها ثوابٌ عند الله.

معاشرتُك لامرأتِك مع النيّة الصالحةِ عملٌ صالح وصدَقة منك على نفسك، ولذا يقول: «وفي بُضع أحدِكم صدقة»، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدُنا شهوتَه ويكون له فيها أجر؟! قال: «أرأيتُم لو وضعَها في الحرام كان عليه وزر؟! فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر»

شفاعتُك لأخيك عند احتياجِه إلى شفاعتِك عمل صالحٌ وصدقة منك على نفسك «مَّن يَشْفَعْ شَفَـاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مّنْهَا» وفي الحديثِ: «اشفَعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسانِ الحق. نفقتُك على البناتِ وإحسانك إليهنّ صدقةٌ منك على نفسك، «من عال جاريتَين حتّى تبلغَا كنتُ أنا وهو في الجنّة كهاتين» إكرامُك اليتيمَ وإحسانك إليه عملٌ صالح، وفي الحديثِ عنه: «أنا وكافِل اليتيمِ في الجنّة كهاتين».

نفقتُك على زوجتِك وعلى ولدِك مع النيّة الصالحةِ صدقةٌ منك على نفسِك، يقول لسعدِ بن أبي وقّاص: «إنّك لن تنفقَ نفقةً تبتغي بها وجهَ الله إلاّ أجِرت عليها حتى ما تضع في فِي امرأتِك»وفي الحديث لمّا عدّ النبيّ الدنانيرَ ذكر أفضلها: «دينارًا أنفقَه المسلمُ على ولده»

تربيتُك للأولادِ وعنايتك بأخلاقِهم وأعمالِهم إلى أن يستقيموا على الخَير ويسلُكوا الطريق المستقيمَ صدقة منك على نفسك وعملٌ صالح يجري لك بعدَ موتِك، في الحديث: «إذا مات ابنُ آدم انقطع عملُه إلاّ من ثلاث: صدقةٍ جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالحٍ يدعو له»

إنفاقُك من مالك الطيّب مع النيّة الصالحة ثوابه عظيمٌ وإن قلّت النفقة، في الحديث عنه: «من تصدّق ولو بعَدل ثمرةٍ من كسبٍ طيّب، ولا يقبَل الله إلا الطيّب، فإنّ الله يتلقّاها بيمينه فيربِّيها لأحدِكم كما يربّي فلوَّه حتى تكونَ مثلَ الجبل العظيم» والله يقول: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّاْئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ}

حلمُك على الجاهلِ وإعراضُك عن السّفيه وتحمُّل ذلك فيه ثواب عظيمٌ، {ادْفَعْ بِالَّتِي هِي أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظّ عَظِيمٍ} {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِض عَنِ الْجَاهِلِينَ} إماطتُك الأذى عن طريق المسلمين صدقةٌ منك على نفسِك كما في الحديث: «وتميط الأذى عن الطّريق صدقة» إصلاحُك بين الخصمَين ولا سيّما الأقرباء وسعيُك في التوفيق بينهم وتضييقِ شقّة الخِصام بينهم صدقةٌ منك على نفسك، وفي الحديث: «أن تعدلَ بينَ اثنين صدقة»

«تعينُ صانعًا أو تصنع لأخرق»، فجعل إعانةَ المسلم العاجزِ عن بعض أموره صدقة منك على نفسك. نيّتك الصادقةُ خيرا ولكان عملك بسيط

: «لا تحقرِنَّ من المعروف شيئًا ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طليق» [ وقال: «كلّ معروفٍ صدقة»[ وفي الحديث عنه: «أربعون خصلةً، أعلاها مَنيحة العنز، من عمل بواحدةٍ منها تصديقًا لثوابها ورجاءً لمَوعدها لأدخله الله الجنَة» «ولا يهلِك على الله إلا هالك»فاستبِقوا الخيراتِ، وتنافسوا في الأعمالِ الصّالحات، : {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لّيُرَوْاْ أَعْمَـالَهُمْ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} ..وأخيرا فكل ماتقدم به من عمل تبتغي به رضا الله تؤجر عليه وكأنك تتصدر علي نفسك بما تقدمه من خير والله أسأل أن ينفعنا بما علمنا وان يعلمنا ماينفعنا..

الكلمات المفتاحية الصدقة

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;