مواجهة التنمر ضد جيش مصر الأبيض

مواجهة التنمر ضد جيش مصر الأبيض

منذ بداية جائحة كورونا وجيش مصر الأبيض هو خط الدفاع الأول الذي يقف دائما بصمود وشرف في المقدمة، في قصص تدعو إلى الكثير من الفخر والاعتزاز، فتري العديد منهم يمكث في مستشفيات العزل لأسابيع متواصلة، معرضًا نفسه وذويه لخطر الإصابة بالفيروس في سبيل أداء الرسالة، وقد اصيب بالفعل بفيروس كورونا عدد كبير من الأطباء والممرضين والمسعفين وغيرهم من عناصر ذلك الجيش الشريف، منهم من توفاه الله شهيدًا في سبيل أداء الواجب ومنهم من أصيب بفقدان نعمة البصر إضافة إلى العديد والعديد من التبعات الخطرة التي طالت كل عناصر هذا الجيش الأبيض بلا استثناء في سبيل حماية أبناء وطنهم، في حرب ضارية ضد عدو عنيد، مجهول، مهلك.

لم ينتظر أو يطلب هؤلاء الشرفاء أي شكل من أشكال التكريم، أو حتى الشكر على ما يبذلوه من جهد مضني لا يقل أهمية وخطورة عن دور الجنود المرابطين في الجبهة الدين يذودون عن هذا الوطن، باجسادهم وأرواحهم، كيد كل خسيس جبان.

ولكن ما يدعو لبالغ الأسى والأسف تلك الصور المخذية من صور التنمر ضد هذا الجيش الأبيض الذي يدافع عن أبناء وطنه ولا يجد من بعضهم إذاء ذلك إلا الجحود في أمثلة وقصص محزنة نطالعها يوما بعد يوم على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي المختلفة. وصل هذا التنمر المخذي إلى طرد العديد من الأطباء من سكنهم أو تحاشي التعامل معهم بل وصل إلى الشجار والضرب في بعض الأحيان. ليس ذلك فحسب بل تعدى الأمر إلى شكل يزيد دنائة وخسة، حين وصل الأمر إلى منع بعض الأطباء الذين استشهدوا في سبيل أداء واجبهم من الدفن في مقابرهم الخاصة. أى جحود هذا وأي تنمر لا يدل إلا على وجود العديد من الأمراض الأخلاقية بالغة الخطورة في البعض والتي يجب على الشرفاء من هذا الوطن أن يتكاتفون لاجتثاث تلك السلوكيات المشينة من جذورها الخبيثة قبل أن يستشري أذاها ليطال مجتمع بأكمله، إنها أمراض مجتمعية أخر فتكًا و أبلغ أذى من خطر تفشي الفيروس نفسه. نحن مجتمع جبل على الفضيلة والشهامة والتماسك في وقت المِحنة، لا على الجحود ونكران الجميل لمن يهبون أرواحهم فداء لوطنهم. إن الحل الناجع لهذه السلوكيات الدنيئة وتلك المهازل المؤلمة هو اعتبار كل من يتنمر علي هؤلاء الشرفاء -من أطباء وممرضين ومسعفين ومساعدين- خائنًا للوطن ويتعامل معه المجتمع بأكمله والجهات المسؤلة على أنه خائن لوطنه ويجب وضع قوانين استثنائية تخص هذه الجائحة تحديدًا لردع هولاء المرضى سلوكيا من المتنمرين. ذلك لأن كل من يؤذي بجهله جنود الجيش الأبيض، يبعث ذلك إلى إحباط العزيمة والهمة في المجتمع بأكمله وينشر سلوكيات دخيلة لم نكن نعرفها في مجتمعنا من قبل، وهذا ما يؤدي بدوره إلى انهيار خط الدفاع الأول بصورة موجعه، في أخطر المحن التي يمر بها وطننا الحبيب بل والعالم بأكمله. إنه الأخنيار بين الصمود بشرف في التصدي لذلك الجهل المهلك أو الاستسلام له والقبول باندثار الأخلاق والشرف قبل هلاك الفرد ذاته. تلك هي الصورة بوضوح جلي، ولنا الاختيار ما بين الانتصار أو الهلاك.

الكلمات المفتاحية مواجهة التنمر الجيش الأبيض

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;