العوامل التي ستؤثر على اتجاهات النفط خلال 2019
على مدار العام الماضى شهد سوق النفط العالمى نشاطًا كبيرًا خاصة في أعقاب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران والتطورات في الاقتصاد العالمى، بالنسبة للإدارة الأمريكية تلعب السعودية دورًا مهمًا في مواجهة النقص المتوقع في النفط الايرانى في السوق وفى خفض أسعار النفط العالمية، ومع ذلك فإن المملكة تحتاج إلى أسعار أعلى لتلبية احتياجاتها التي تسعى جاهدة لرفع أسعار النفط، ولكن لا يزال هناك الكثير من الأسئلة حول العوامل التي ستؤثر على اتجاهات أسعار النفط خلال هذا العام.
عدم اليقين بمعدلات الطلب
يقدر معدل الطلب العالمى على النفط بنحو 1.4 مليون برميل يوميًا خلال عام 2018 على خلفية نمو اقتصادى قوى بنسبة 3.7%، في حين يتوقع صندوق النقد الدولى أن يبلغ معدل النمو الاقتصادى 3.7% مرة أخرى خلال عام 2019، إلا أن هذا يمثل مراجعة هبوطية نظرًا لتوقعاته في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضى , ويمكنك الاستفادة من هذه الاخبار في تداول النفط عن طريق وسيط ايفوركس موثوق
ولكن فى الوقت الحالي تزداد المخاوف بشان معدلات الطلب العالمية في ظل حالة من عدم اليقين بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين أكبر مستهلكى النفط في العالم، بالإضافة إلى تباطؤ النمو الاقتصادى في كل من الصين وأوروبا ثانى وثالث أكبر اقتصادات في العالم.
ولهذا قامت منظمة أوبك بتخفيض توقعاتها لمعدلات الطلب العالمى على النفط في عام 2019 ليصل إلى 1.24 مليون برميل ويعتقد بعض المحللين أنه قد يكون أضعف من ذلك.
أوبك وتخفيض مستويات الإنتاج
سيشهد عام 2019 التزامًا مجددًا من قبل أوبك ومنتجى النفط خارج المنظمة لكبح مستويات الإنتاج من أجل عودة السوق لاستقراره مرة أخرى، مثلما فعلت أوبك في عام 2017 حيث حققت المنظمة مستويات عالية من الالتزام ونتج عن ذلك ارتفاع الأسعار بشكل تدريجى، وقد اتفقت أوبك مع منتجى النفط خارج المنظمة وفى مقدمتهم روسيا في نهاية العام الماضى على تخفيض ما يقرب من 1.2 مليون برميل يوميًا بهدف تحقيق التوازن للسوق ودعم الأسعار.
ولكن ظهرت بعض الشكوك حيال التزام روسيا بالاتفاق إلا أن الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" قال إنه سيدعم التنسيق المستمر في أسواق الطاقة العالمية مع منظمة أوبك.
نمو الإنتاج في الولايات المتحدة
شهدت الولايات المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا في انتاج النفط الخام بزيادة قدرها 140% منذ أن بدأت ثورة النفط الصخرى، وفي عام 2018 حققت الولايات المتحدة أكبر زيادة سنوية في انتاج النفط في تاريخ هذه الصناعة.
عقوبات إيران
يمكن القول بأن عودة العقوبات على إيران هي أكبر داعم لأسواق النفط في عام 2018، حيث حققت أسعار النفط ارتفاعات قياسية مع اقتراب موعد تنفيذ العقوبات، ولكن من المفارقات أنه بحلول الوقت الذى تم فيه تنفيذ العقوبات أعطت الولايات المتحدة إعفاءات متساهلة بشكل غير متوقع مما أدى إلى حدوث هبوط شديد في الأسعار، ولكنها عادت لتتعافى بسرعة وترتفع مدعومة بتلك العقوبات.
تراجع الإنتاج في فنزويلا
ابتداء من عام 2016 وحتى عام 2018 لعب تراجع الإنتاج المستمر في فنزويلا دورًا هامًا في أرصدة سوق النفط، ومن المتوقع أن يواصل الإنتاج التراجع هذا العام بعد العقوبات الأمريكية التي تم فرضها على فنزويلا.
ففي النصف الأول من العام الماضى انخفض الإنتاج النفطي في فنزويلا بأكثر من 300 ألف برميل يوميًا وانخفض بنحو 50 ألف برميل في النصف الثانى من نفس العام.
لقد دمرت سنوات من سوء الإدارة ونقص الاستثمار والانهيار الاقتصادى في النهاية العمود الفقرى الاقتصادى للبلاد، ولهذا هناك قائمة مطولة من الصعوبات التى تواجهها البلاد.