نظم حزب التجمع المؤتمر العام الثامن ،بمقر الحزب المركزى ،حيث أن التحديات التى رصدها برنامجنا الإنتقالى تتطلب تجاوز الكثير من العوائق وأهمها 1- تشتت وانقسام قوى اليسار ، مع عجز عن تفسير مقنع لحالة الضعف وعدم القدرة على العمل المشترك فى مواجهة التوحش الرأسمالى ومخطط إضعاف الدولة الذى ترعاه دول فى محيطنا الإقليمى برعاية الولايات المتحدة الأمريكية وتتخذ فى سبيل ذلك أدوات تتمثل فى جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاؤهم ممن ينسبون أنفسهم للقوى المدنية . 2- غياب الجهد السياسى والتنظيمى فى تنظيم الجماهير حول مطالبها على نسق تجربة اتحاد المعاشات والتى قادها المناضل العملاق البدرى فرغلى لتفتح الأمل أمام كل الشعب لإمكانية النضال السلمى المتصاعد وبكافة أشكاله وأساليبه، وأيضا النضال القانونى وقد تمثل فى واحدة من معاركنا القانونية التى توجت بحكم قضائى يجرم جماعة الإخوان الإرهابية وقد رفعها القائد التجمعي الأستاذ محمود عبد الله المحامى. 3- تحديد واضح وجسور لمكونات الحلف السياسى الوطنى الديمقراطى لاجتياز المرحلة الانتقالية. 4- الجسارة فى وضوح موقفنا المساند للسلطة الحالية ورئيسها الرئيس عبد الفتاح السيسى ، باعتبارها من أهم نتائج ثورة شعبنا فى 30 يونيو ضد سلطة كانت تسعى لتفكيك دولتنا المصرية فى إطار مخطط استعمارى قديم - جديد وهذا التأييد والمساندة يقومان على أساس الوحدة والصراع ، فنحن لا نؤيد فى المطلق ولا نعارض دون تقديم البديل ، نساند أو نعارض السلطة وفقاً لمدى اقترابها أو ابتعادها من أهداف شعبنا المحددة فى 1- دعم بنية الدولة وتقوية مؤسساتها المختلفة ، مع إزالة كل العوائق أمام المشاركة الشعبية الديمقراطية فى تحقيق هذا الهدف ، سواء كانت هذه العوائق ذات طابع أمنى أو قانونى أو سياسى . 2- تطوير وتحديث البنية الاقتصادية المصرية فى كافة قطاعاتها الإنتاجية ، مع الحفاظ على ملكية الشعب فى مؤسساته الاقتصادية وحل كافة المشكلات التى تعترض انطلاقها فى بناء اقتصاد وطنى حديث يفتح أوسع للتنمية الشاملة. 3- التصفية الفكرية والسياسية للتنظيمات الإرهابية ، عبر عملية إرادية من التحديث للخطاب الدينى والتمكين للثقافة البديلة التى تؤكد قيم المواطنة والمساواة بين المصريين وتدعم قيم الانتماء للمجتمع والمشاركة والانتماء الوطنى والشفافية والمحاسبة واحترام القانون والعمل بكل أنواعه ، والإبداع الفنى والمهنى، وغيرها من القيم الإنسانية التى لا تتحقق إلا عبر جهود مشتركة من الدولة والإعلام والمثقفين والفنانين . حيث أن المؤتمر ينعقد فى ظل غياب معظم قادتنا المؤسسين تاركين لنا مهام عديدة أبرزها الحفاظ على هذا الحزب العظيم وعلى تراثه الفكرى والسياسى والتنظيمى للأجيال القادمة ، والبدء فور انتهاء أعمال مؤتمرنا يتمثل فى عملية إعادة بناء جوهرها بناء الحزب اليسارى الحامل للمشروع الوطنى الديمقراطى ، عملية بناء حزبى تعكس كل الآراء والأفكار والنضالات الهامة لأبناء حزبنا ، والتى برزت خلال مناقشة برنامجنا الانتقالى وتقرير الأداء الحزبى ، وسوف يشكل النقاش الهام الذى حدث خلال المرحلتين الأولى والثانية من الإعداد للمؤتمر العام بالإضافة لما يتقدم به الزملاء اليوم من أراء حول الوثائق ، سوف يشكلان معاً أساس ( وحدة سياسية وتنظيمية ) تبلورها الوثائق الصادرة عن المؤتمر العام الثامن ، والتى تمثل بدورها حدثاً كبيراً فى حياة الحزب واليسار المصرى والوطن . كبداية لاستكمال بناء حزب التجمع ( حزبا للقوى الوطنية والديمقراطية واليسارية ). ينعقد مؤتمرنا فى ظل تحولات جوهرية فى السياسات الاقتصادية والاجتماعية تنحاز بوضوح إلى الفئات الرأسمالية المتحكمة فى مفاصل الاقتصاد الوطنى والتى تعتمد فى وجودها السياسى والاجتماعى على ذات الأدوات اللتى سادت طوال حكم الحزب الوطنى المنحل مستهدفين من ذلك تعميق عزلة الجماهير عن المشاركة السياسية فى محاولة للسيطرة الكاملة على السلطة السياسية وتوجيهها لمصالحهم الضيقة والمرتبطة بمراكز الاحتكارات الاقتصادية العالمية ودوائر الاستعمار الأمريكى والصهيونى ، ونرى أن مكونات المشهد السياسى الحالية تلعب دوراً مسانداً لهذا التوجه ، والذى ساد بمصر فى مراحل سابقة . بينما نرى القوى الديمقراطية فى أغلبها تقف عاجزة عن إقامة حلفها الوطنى الديمقراطى ، وبعبارة أكثر وضوحاً (تأسيس جبهتها الوطنية الديمقراطية ) ، بل أكثر من ذلك مترددة فى الاعتراف بأن كل تغيير منشود لتلك السياسات لن يتأتى محمولاً من الخارج ، بل هو نتاج نضال وطنى شعبى أولاً وأخيراً. ولا يمكن لحزبنا الذى استوعب هذه التحولات وتصدى لها ولازال يناضل فى مواجهتها أن يغفل عن أن المهمة التى نجد أنفسنا أمامها تتطلب أن نكون فى قلب المشهد السياسى ونبذل كل الجهد للإعلاء من شأن مهمة بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة على أنقاض كل نزوع استغلالى طبقى أو إستبدادى سياسى ، مندفعين تجاه ذلك فى حضن جماهير شعبنا الذى يكن كل التقدير والاحترام لحزبنا ولليسار المصرى عبر تاريخه النضالى. وكانت قد بدات وقائع الاجتماع بجلسة افتتاحية حضرها الضيوف من قيادات الأحزاب ووسائل الإعلام من صحافة وقنوات فضائية ومواقع إلكترونية،وإنتهت الجلسة الافتتاحية في الثانية عشرة ظهراً باستراحة بدات بعدها الوقائع التنظيمية للمؤتمر.حيث صدق المؤتمر على الإجراءات التنظيمية وعلى رأسها انتخابات المرحلتين الأولى والثانية وانتخاب أعضاء اللجان القيادية في المراكز والمحافظات وأعضاء اللجنة المركزية، ثم بدات مناقشات وثائق المؤتمر العام، حيث توزع أعضاء المؤتمر على لجنتين: لجنة لمناقشة مشروع تقرير الأداء الحزبي ومشروع تقرير صحافة الحزب، ولجنة لمناقشة مشروع برنامج التجمع للمرحلة الانتقالية، حيث انتهت هذه الجلسة في الثانية بعد الظهر، باجتماع كل أعضاء المؤتمر لمناقشة ملاحظات واقتراحات الأعضاء حول الوثائق، وإعلان قرارات المؤتمر الفكرية والسياسية والتنظيمية وبيانه الختامي. وبعد استراحة قصيرة بدأت وقائع انتخابات المواقع والهيئات والمسئوليات المركزية الجديدة، وهي الأمين العام ونواب الرئيس وأعضاء المكتب السياسي الجديد، وإعلان أسماء القيادات التي فازت بالتزكية، حيث تم التصويت أمام عشر لجان انتخابية تحت إشراف لجان الانتخابات المركزية.وإنتهت وقائع الانتخابات بالفرز وإعلان النتاىج وأسماء القيادات المركزية الجديدة التي فازت في الانتخابات”.