عند تحليل السياسة اليابانية في الآونة الأخيرة، سنجد هذه النظرية هي الاقرب والانسب لحالة الدراسة، ويرجع ذلك لإعطائها اولوية كبيرة للدور الذي تقوم به الابعاد الاجتماعية والهوية والخلفية التاريخية، فعلى سبيل المثال لا يمكن النظر إلى سياسات اليابان الحالية بدون النظر إلى دور شينزو آبي صانع السياسة الخارجية الاول في اليابان، والذي تلعب قيمه وهويته دور كبير في توجيهها، إذ تؤكد جميع سياساته رغبته بقوة إلى العودة للعب دول كبير في الساحة الدولية، وتغيير قوانين اللعبة الذي فرضته الحرب العالمية الثانية، على سبيل المثال تقديمه مقترح تغيير المادة التاسعة من الدستور، التي تحظر على اليابان ان يكون لها جيشها، فضلاً عن السعي الدائم للحصول على مقعد دائم في مجلس الامن، مما دفعه إلى البحث عن الاصوات التي ستصوت لتغيير قوانين مجلس الامن، اخذا في الاعتبار الكتلة التصويتيه التي تمثلها الدول الافريقية.
ناهيك عن الدور الذي تلعبه الخلفية التاريخية، فاليابان دائماً ما كانت تريد بسط نفوذها وسيطرتها على محيطها الإقليمي والدولي، حتى ان كل علاقتها كانت عدائية في محيطها الاقليمي مع كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، ناهيك عن الصين التي سبق وان احتلتها ومنذ ذلك الحين وبالرغم من استئناف العلاقات، الا ان التاريخ الاستعماري بينهما لا يزال يلعب دور كبير، وهو بدوره ما سينعكس على احتمالات نقل الصراع والتنافس بينهم بصورة اكبر إلى افريقيا، وهو ما ستظهره المحاور التالية للحديث عن مؤشرات لحرب باردة جديدة في افريقيا خاصة بين اليابان والصين.
وسنرى انعكاس هذه النظرية بوضوح أكثر في المحاور التالية:
حيث سنتناول محددات السياسة اليابانية الداخلية والخارجية والتي ستتضمن بالاساس علاقتها بالدول في محيطها الاقليمي، وتطور علاقتها بالولايات المتحدة والمجتمع الدولي
لننتقل بعد ذلك للمحور الثاني، الذي يتناول التنافس الدولي في افريقيا، لنصل الى المحور الاهم في الدراسات الذي يحلل ادوات اليابان السياسية والاقتصادية والعسكرية في افريقيا لتحقيق اهدافها مع التركيز على تحليل محاور ونتائج مؤتمرات التيكاد الست منذ 1993 حتى 2016، بجانب تناول دلالات القاعدة العسكرية في جيبوتي.