بقلم مصطفى سبتة
من غفلتنا قل متى نصحو أيا زمني
نشكو بتحريمها الأشياء حرمانا
شيطاننا كالملاك الحلو كنت ترى
عيني إذا جن أغوانا و أغرانا
تغرنا زهرة الدنيا و لعبتها
صرنا و نهوى بها خمرا و نسوانا
من يضحك الزمن الفتان فيه بكى
قد عشنا يا رجال الحق أزمانا
أعداؤنا وجدو أحبابنا فقدو
قد عز من في هواه نفسه دانا
شيطانهم في ظلام الظلم يأمرهم
نور النهى عن فعال الشر ينهانا
و الظلم يهوى تلاشت فيه ظلمته
كالنور جولاننا في العين قد كانا
يد السلام هوت ما نحن نقطعها
نلقى لدى توبة عفوا و غفرانا
شيطانهم قد غوى طول الهوى و هوى
كل الأعادي عليهم قلبهم رانا
في غمرة الجور أمريكا له عبدت
ما زانه سعيهم دهري لهم شانا
واحسرة عندما الإنسان يعبده
شيطانه يا ملاكا صار شيطانا
دونالد كم كان يطغى في هواه هوى
في زوره يفتري البهتان قد مانا
قد ضل من يعبد الأهواء في قدر
لا نرتجي منه إيمانا و إحسانا
و الشر أضحى لدينا غالبا و طغى
في مده لم نجد للخير أعوانا
جمع العدى في الردى دون الهدى سقطوا
قد قاد عميانهم في السير عميانا
حكامنا ضعفوا بالجبن قد وصفوا
بل يشتري لا يبيع الشعب أوطانا
قد أسست دولة عند العدى بدم
تزداد في الدهر طغيانا و عدوانا
يلقى العدى مالك النيران داخلها
نلقى بروضتنا حورا و رضوانا
أهوى بلادي التي يحتلها همج
أجريت بالدمع في المأساة طوفانا
و البدر في الليلة الظلماء أفقده
أضرمت في النفس بالنيران بركانا
و الروح في راحة الأقدار نصلبها
نلقي على أرضها الأزمان صلبانا
عيوننا في الأسى تعمى و قد فقعت
بالدمع نحرق طول الشجو أجفانا
عاشت دمارا بلاد الشام واعجبا
ذقنا بدار الوغى هجرا و هجرانا
ذاقت حصارا بلاد الشام واأسفا
من حولها جنتي أضرمت نيرانا
لبنان يشكو لنا قهرا مشاكله
فم الزمان بكى في الشجو واسانا
تحيا فلسطين في أسر العدى وقعت
يا أمتي الدهر كالأطفال أبكانا
قد صار يا روح روحي علقما عسلي
و الهم من طوله المفروض أعيانا
أضحى سقيما بسقم الموت موطننا
يغدو به العمر جوعانا و عطشانا
من دونها روحه عيني ترى جسدا
في ليلة البرد محموما و عريانا
صرنا عبيدا و كنا الدهر سادته
نقيم في الشعر ألحانا و أوزانا
نمشي مسير المصير في مداه نرى
وجه السراب و سير الدهر أدمانا
نهوى جميعا كأسرى في حبائله
شيطاننا كلنا يا ناس أغوانا
أوطاننا سوف يأتي يوم نجدتها
لابد بالغلب من تحرير أسرانا
سوف المسيح الذي نرجو الرجوع له
يكون في مسرح الأحداث مولانا
إنجيلنا يدنا في السير تحمله
في الروح توراتنا نتلوك قرآنا
من نارهم نكتوي الأعداء قد خسروا
في جنة الخلد يلقى القلب سلوانا
و النار تهوى خرابا قد تدمره
و الطين يبني و قد أقام عمرانا
من محنة منحة الأقدار قد ولدت
في زينة الفتنة الشيطان قد زانا
في دهره كالشهيد الحر نحسبه
في العين ما و طني يا أمتي هانا
أرثي بشعري المقفى الحلو حالته
و القلب من شدة الويلات ما لانا
في قوة الفكر و التفكير ندركه
في النفس ها زمن التغيير قد آنا
فيه نرى فعلهم قتلا و عدوانا
فيه نرى قولهم زورا و بهتانا