قالت لي :
يا ولدي أين أنت .. أفتش عنك بين أوراقك بدرج مكتبك القديم ، فلا أجدك ..
أرى صورتك لبعض اللحظات الباهتة بين أركان المنزل ، وسرعان ما تزول ..وتتحول إلى أحلام يقظة .. فأحزن لذالك
فقد تحولت إلى بعض الرسائل على شاشة مبيلي، والتي قد تمحى أحيانا لامتلاء الذاكرة ..ولكن ..ذاكرتي أنا.. لا تخلو من الذكريات والصور التي ولدت معك يا ولدي منذ نشأت ، وحتى الآن ..وليتها تزول مثل ذاكرة هذا المبيل ،حتى يهدأ عقلي البائس من رؤياك ...
وان قمت بنشر أى منشور على موقع الفيس بوك ، جل ما تقوم به هو ..ملصق للتعليق .. خشية أن أقول ..لقد رآها ابني ولم يعلق تبا له .. فتنجو من الموقف ..( بملصقين ..وبس).
هل نسيت كيف ربيتك منذ طفولتك وكل مشوار تعبي معك ، هل تناسيت كل سنين عمرك بهذا المنزل وما فعلته لك ، هل أصبحت زيارتي ثقيلة على كاهليك ، حتى بيوم عيدي وهو يوم واحد بالسنة .. هل أصبحت رؤيتي لا تشغل همك ، وضعت وسط أشغالك اليومية كورقة هشة طارت وذهبت مع الريح لمكان مجهول ...
حتى مكالماتك الهاتفية قلت ..
واكتفيت برسائل قليلة الكلمات على شاشة عقيمة .. وملصقين يحملا قلبا ..ولكن ...لا قلب لك حقا ..
هل فشلت في تربيتك..
فكما كان يقول ( عمو فؤاد ) قديما بالراديو ساعة الافطار قبل نزول المدارس (كلمتين وبس) ، وكنا تنتظرهم لنعلم حكمة اليوم ..أصبحت مسخا اليوم وتطورت بالتكنولوجيا الى... ( ملصقين... وبس).