أرى الفردوسَ في دعواتِ أمّي أرى أمّي ملاكاً في خيالي ومــــــدرسةً لتنشئةِ الرّجالِ تبيتُ اللّيلَ ساهرةً بجنْبي وترْجو بالتّوسّلِ ذا الجـــلالِ لها صدرٌ ودودٌ فيه عطفٌ وقلبٌ بالمــصاعبِ لا يُبالي أحبُّ نداءها أمّي بحـــــسٍّ يدلُّ على التّذلّلِ في الخـصالِ وفي أمّي وجدتُ الحبَّ ديناً يبشّرُ بالنّــــــــجاةِ من النّكالِ أرى الفردوس في دعوات أمّي فأنسى في الدّنى أوجاعَ هـــمّي تضحّي بالنّفيسِ لكيْ تراني سعـــــيداً سالماً من كلّ غمّ وكمْ من ليلةٍ باتتْ بجنبي لتمنحني الرّضى أثناءَ نوْمي فصرتُ إذا أصابتني خطوبٌ تذكّرَ خاطــــري دعواتِ أمّي ومن نكرَ الجــــــميل لوالديه خزاهُ الله يوماً بــــــــعد يوْمِ أرى أمّي نعيماً في شعوري بتربية الـــــــبراعم والزّهور رعتني في الحيــاة بلا عياء وفرحتها يؤجّـــجها سروري تراقبني بعــين الحبّ دوما وتسـعد بانغماسي في حبـوري وتعطي الحبّ مكتملا طهورا وتســهر إن مرضت إلى جواري تقبّلني فتــــشعرني بدفئ تسلّل نحــو قلبي من شـــعوري أحبّ الأمّهاتِ من النّساءِ فهُنّ القادراتُ على العـطاءِ أحبّ الصّابرات بكلّ بيت كأمّي في الصّـــباح وفي المساء فليست في النّساء من اللّواتي يردن العيـش في كنف الثّراء مودّتهنّ تنـــــضح بالتّفاني فتزهر بالمــــــحبّة والوفاء وإنّ اليـــــتم في الدّنيا بلاء به الأقدار ترعب بالقــضاء