فقدنا الفقْــــهَ والإحْساسَ لمّا أصابَ عقولَنا الوهَنُ العــسيرُ وأضحى الويلُ مُشْتملاً عليْنا فما سلم الغنــيُّ ولا الفقــــيرُ ألمّ بنا التّخلّفُ والغـــــــــباءُ وفي نزواتنا اخِْتلطَ البَـــــغاءُ نظنُّ بأنّ مَنْطــــــــقنا سليمٌ وهذا الظَّنُّ أَنْجَــــبَهُ الـــهُراءُ نُهرْطِقُ في المحافلِ كلّ حينٍ وقدْ غابَ التّعــقّلُ والحــــــياءُ وننْهبُ رزْقَ مُجتــــــــمعٍ فقيرٍ يحاصره التّقــــــــهْقر ُوالبـلاءُ وما نيل التّـــــــحرّر بالتّــمنّي ولا الإبــــــداعُ يُدْركُهُ الغـباءُ سأدْفنُ نكْســــتي تحتَ الرّكام وأجْلِدُ بالنُّــــهى ســــمْعَ الأنامِ سأعلنُ عنْ ولادةِ بيْــــتِ شعْرٍ به التَّفـــكيرُ أَشْرقَ في كَلامي أنا ما كنتُ أرغبُ في انحطاطي ولا شِئْتُ الجُــــــلوسَ مع اللئامِ رموني بانْحِرافٍ خابَ نَهْجاً فذابَ النّورُ في غسـقِ الظَّـلام وجئتُ اليومَ أبحثُ عن لِسانٍ يُعلّمــــني البلاغةَ في غَرامي كفى جُبْناً كفى شَتْماً وَسَبّاً فقد عمّ الأسـى شـرقا وغربا يُعاقبنا اليهودُ متـــــــــــى أرادوا كأنّ شُعــــوبنا اعْتُبِـــرَتْ كلابا يموتُ صغارنا موتاً فـــــــظيعاً وغـــزّةَ بالرّصاص غدتْ خَرابا ونحــــنُ نُسالمُ الأوغادَ خوفاً ونبْتــــلعُ الإهانةَ والعــــــــقابا ومن رفض الخضوعَ إلى الأعادي جفاهُ الأهلُ واغْتُصِبَ اغْتصابا أنحن المسلمون أم اليهودُ أم الإسلامُ أصْـبحَ لا يسـودُ نبيعُ نفوســــنا بالمال دوماً ونزْعُمُ أنّــنا عـــــربٌ أســودُ ونتّهمُ الظّروفَ ونحنُ ندْري بأنّ العارَ مصْـــدرُهُ الجُحودُ سقطْنا في الحضيضِ بفعل غيّ يُمارسُ رِجْسَهُ العربُ القـــــرودُ وهذا الحالُ حَرَّعَنا المَآسي فَهانَ العَزْمُ وانْعَدَمَ الوُجــودُ