نسافرُ في الحـــــياة إلى الوراء
ونتّهم القضـــــــــاءَ مـــــع القدرْ
ونزْعُمُ أنّ ربّ العــــرش سمحٌ
وربُّ العرْش يكرهُ من كــــــفرْ
وما الإنسانُ إلاّ نورُ عـــــــقلٍ
ونورُ العقل يدعمُهُ البـــــــصرْ
فلا يخدعْك في الدّنيا حطامٌ
لأنّ الـحرَّ تصْــــقـــــــلُهُ العبرْ
دعوا الطّغيانَ يفعلُ ما يشاءُ
لقد غضـبتْ على العربِ السّماءُ
ألم ترَ كيفَ أصبـــــحنا هباء
فحلّ بنا من القـــدر البـــلاءُ
تشتّت شملنا مثل اليتامى
وهاجرنا التّـعقّل والــــوفـاء
نعامل في الحياة بلا احترام
وما انتـــفض الرّجال ولا النّـساء
كأنّا في الحـــــياة بلا حياة
وحيّ النّاس يعرف ما يشاء
فيا عرب العمائم كيف أنتم
وكيف الحال إن هجـم المساء
أراهم بيننا عصـــروا العنب
وبالوا فــــوق جاعـرة الأدب
متى لفّوا السّجائر بالحشيش
رأوا أوهامهم تهــــوى الطّرب
وعند الفجر تخــــتتم اللّيالي
وبيت المال في وطنـي ذهب
سماسرة الفساد غزوا بلادي
فعمّ النّهب وانتشر الشّــــغب
إلهي ما أراه من المآســـــي
تورّط في صناعــته العرب
ألا يا ثورة الأحرار عودي
فعودتك ابتـكار في الوجـود
تزايد ضعفنا في كلّ قطروصرنا
في السّــفاهة كالقـــــــــرود
نباهي بالفساد وبالتّدني ونفخر
بالزّنى فـــــــــــــــــخر الأسود
وتلك طبائع العملاء فيناوذاك
الطّبع ينـــــــــــسب لليهود
فقدنا كلّ شيئ فانبطحنا
وشلّ طموحنا قدر الجمود
أراك اليوم في وطني غريبه
كأنّك تدفعيـــــن بنا الضّريبه
أفتّش عنك في غسق اللّيالي
وقد حلّت بذاكرتي المــصيبه
فقلت لعلّها رفضـــــت لقائي
لأنّي كالبـــــهائم في الزّريبه
ألا عودي فمشرقنا كــــــــبير
به الأحرار ثورتهم قــــــــريبه
فأنت دمي وحرّيتي وديني
وأنت الحبّ في رحم الحبيبه
لسان الضّاد يرفض أن يعودا
لأنّ النّاس قد ألفـــوا الرّقودا
تعطّل نحوهم والصّرف أيضا
فلاكوا في الجـدال لهم لحودا
كأنّ الضّاد قد فــــــــقد الأهالي
ففــــــضّل عندنا أن لن يعودا
سقطنا في الحضيض ولست
أدري لماذا نحن نفترش الجمودا
فيا رحــــــــمان بالآمال فرّج
فإنّ النّاس قد نقـضوا العهودا