قبل البدء والشروع في تقسيم كتابي رايات النصر وجيوش الشمس إلي فصول ومباحث كنت لاأنوي الإشارة لوزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسينجر إلا في عدة أسطر ولكن هالني مشهد أفزعني وغير خطة كتابي إلا وهو... الإعلامية لميس الحديدى في لقاء مصور لها منذ أكثر من عامين مع هنري كيسنجر جثت علي ركبتيها وركعت عند يد كيسنجر وقبلتها، فراعني هذا المشهد وجن جنوني وطار صوابي ماهذا الجهل ماهذا العبث لقطة مشمئزة ناهيك عن الحوار وطريقة التبجيلوالتقدير التي تعاملت بها مع كيسنجر وكأنه صلاح الدين الأيوبي فقررتُ تغيير خطة الكتاب فأفردت لكيسينجر مبحثًاكامًلا تحت عنوان "هنري كسينجر سامري اليهود الجديد الذي غير دفة الحرب" فكيسينجر من أصل يهودي وهو صهيوني الهوي والهوية ولولاه لكانت إسرائيل في طي النسيان فهو الذي أنقذها من هلاك محقق وغير دفة حرب أكتوبر 1973.
في بداية الحرب كان كيسينجر لايساوره شك في انتصار إسرائيل وأنها ستلقن العرب درسًا قاسيًا أشد مما حدث في 1967.ولكنه بعد الساعات الأولى من الحرب ذُهل من حجم الخسائر التي منيت بها تل أبيب وتقدم العرب، ثم كانت الطامة الكبري اتصال جولدا مائير تستغيث به وتخبره بأن إسرائيل علي شفا السقوط لذلك ستتوجه إلي واشنطن للقاء الرئيس الأميركي نيكسون حتي ينقذ ماتبقي من إسرائيل فنصحها بعدم الزيارة حتي لايؤثر ذلك علي معنويات الجيش الإسرائيلي سلبًا ويرفع من معنويات العرب وأنه سيتولي نقل رسالتها إلي الرئيس الأميركي فامتثلت.
الشاهد هنا أننا نعيش في عصر السداح مداح عصر اختلط فيه الحابل بالنابل، ألد الأعداء يتحولون لأصدقاء، عصر أصبح فيه صفوة إعلاميينا في منتهي الجهل والسطحية، والمفترض أنهم مختارون بعناية وعلي الفرازة، وأول صفة يتسمون بها هي الفكر والثقافة والقراءة والتمييز بين الأعداء والأصدقاء، لو كلفت لميس هانم خاطرها وقامت بعمل بحث علي محرك البحث (جوجل) لعرفت أن هنري كيسنجر ولد ومات صهيونيًا، ولم يتعاطف مع العرب لحظة واحدة، واستخدم كل إمكاناته الدبلوماسية ومهارته السياسية وإمكانات بلاده ووضعها في خدمة إسرائيل.