وأرشفُ منْ رحيقكِ عطْرَ حبٍّ
تسلّــــلَ كالهــــــــواءِ إلى فؤادي
وفي الخــــدّينِ ورْدٌ في جنانٍ
وسحْرٌ في العـيونِ وفي الودادِ
صباحٌ فيه وجهٌ طاب جُســـناً
وحسنُ الوجْه أثّر في انْقــيادي
وحرّيتي كبــــــحرٍ من غرامٍ
وشوقي عنْ مشاعـرِها يُنــادي
سأبحثُ عنْك في كُلّ النّواحي
وفي قِمَمِ الجِبالِ وفي والضّـواحي
سأسألُ عنك في وطني اللّيالي
وأسألُ في المساءِ وفي الصّـباحِ
لعلّ لقــــاءنا يأتي قريــــــــــــباً
فنسْــــــعدُ باللّقاء وبالـــــــفلاحِ
ولنْ أنْهارَ في بحْثي وجُــهدي
سواءٌ بالرّسوبِ أو النّـــــــجاحِ
وبالأشعارِ أرسُم وجه بَدْرٍ
بهاءُ جمالهِ اخْترقَ انْشــراحي
تعبتُ من التّرقّب في انتظاري
وظلَّ اللّيلُ يسْكنُ في نــــهاري
أجوبُ الكوْنَ مُمْتطياً خيالي
وبالأشواقِ يعْصُــرني انْتِظاري
ألا يا زهرةَ التّـــفّاح عــودي
فإنّ الحُبّ قَدْ حَسَمَ اخْتِياري
أقاومُ نكْستي في كلّ يومٍ
وأكرهُ أن أفـكّرَ في انْتحـاري
وكمْ حاولتُ أن ألـــقاك سرّاً
لأنجحَ بالتّـفوّقِ في اخْتــباري
نصيبُك من حبيبك في الغرامِ
نصيبُك من حياتكَ في المــنامِ
رماني العشقُ في الأوهامِ حتّى
مللتُ العـيشُ في وسط الظّلامِ
يُعيّرُ جلُّهمْ عِشْـــــــقي بِكُفرٍ
وكُفْري في الهوى كفْرُ العظامِ
وليس الحبُّ للإنسان عــــيْباً
ولا الأشعارُ تُنــــــسَبُ للحرامِ
ومن ألفَ التّناقضَ كان شرّاً
وعاشَ على التّفاهةِ في الكلامِ
عشقتُ الأحْرُفَ الخرساء لمّا
تحوّلَ رسْــــــمُها بالفِقْهِ عِلما
رمتني بالمعاني رمي ســـهم فملت
إلى الهـــوى في الحبّ رغما
قرأتُ نصوصها فشعرتُ أنّير
رأيت قريحتي فازددتُ فهــما
وفي لغتي وجدت الشّعر سحراً
تجــــــــــمّلَ بالنُّهى نثراً ونظما
فجئْتهُ بالقريحة مُــــــــــستعدّا
لأقتحم الهُـــــــــدى حزْماً وعزما
سأبْحَثُ في العراقِ وفي اليَمنْ
ولوْ كانَ الرَّحيـــــــــلُ هوَ الثَّمنْ
سأبْحَثُ في الجَزائِر مُسْـــتَعيناً
بِبَوْصَلَةِ المَتاعِبِ والمِحَـــــــــنْ
ومِنْ مِصرَ الكِنانَةَ سَوْفَ تَأْتي
بِشارَةُ صَرْخَةٍ تَطْـــــوي الزَّمَـنْ
وَتَنْشُرُ في السّماءِ ضياءَ فَجْرٍ
فَتَهْجُرُ منْ مَواطِنِنا الفِــــــتَنْ
ونَشْعُرُ حينها بحُلولِ صُبْــحٍ
أَشِعَّتُـــــــــهُ تُعيدُ لَنا الوَطَنْ