ما نشهده اليوم في مجتمعنا ،من تجويف للقيم الخلقية في عالم مادي لا روحاني في عالم تتصاعد فيه الدوافع والمصالح الإقتصادية ، و تغزو فيه القيم المادية الإستهلاكيةعلي القيم الأخلاقية، والتنافس لجلب أقصى ما يمكن من الشهوات لإشباع الملذات والنزوات ، أصبح غالبية الناس يبيعون كل شئ من أجل المال ،فتمكن الصراع والفوضى والعنف والهمجية من مجتمع كان بالأمس القريب يفرق بين الحلال والحرام ،كانت المحبة والتسامح هما العنوان ،الي أن أصبح المجتمع اليوم يغرق في الدم والوحشية، ليصبح الصراع هو المتحدث الرسمي لبني الإنسان ، فتسمع حكايات من الصراعات، بين الزوج والزوجة وبين الأب وابنه وبين الأم وأبنتها ،وغلبت علي الجميع كلمة الأنا، فضاع الفضل بين الناس وأتنسي ، وكأننا نعيش يوم الحساب قبل مماتنا ، فأصبحنا ملائكة حساب ،كلا منا يحاسب أخاه ونسي أن يحاسب نفسة، الكثيرون يصفون أنفسهم بالأتقياء الانقياء ، ويصفون غيرهم بالأشقياء الملاعين ، واذا أردت أن تشاهد الكثير والعجيب من بني البشر ، أذهب الي أسواق بيع الأنسانية ، وهناك عندما تطئ قدماك أرض المكان ،ستفتح لك الأبواب وعندما تنظرالي اليمين ستقرأ لافتة مكتوب عليها من يشتري أخي ، وتتأمل مواصفات السلعة المباعة ، وتقرأ ما دون في الأعلان ، بأن هذا الشاب مطيع ،ذو خلق ،لم يكمل تعليمة نظرا لوفاة والده،يحدثك البائع والأبتسامة تظهر أسنانة الصفراء،تفضل سيدي أشتري أخي يكون لك خادما مطيعا ،ويأخذك الفضول لتسئل بائع أخية ، كيف تعرض أخيك للبيع ،فيقول لك هو مريض وأنا لدي زوجة وابناء ، ولا أتحمل مصاريف دواءه ،فلا تستطيع أن تتحمل كلمات هذا الرجل ، وتهرب من أمام بائع أخية علا تجد من ينسيك هذا الكابوس، لتسمع صوت لرجل يزلزل مسامع الناس ،قائلا، من يشتري أمي بدون ثمن ، فتأخذك قدماك الي الصوت ، لتجد شاب يعرض أمة للبيع ، وقبل أن تسئل يجيبك بتبجح غريب ، زوجتي لا تريدها معنا في البيت ولست مستعد أن افقد أسرتي من أجلها ، وتسمع صوت بكاء السيدة التي يظهر عليها الأعياء الشديد ، ودموعها تتساقط كالجمر الملتهب ، ولسان حالها يقول ضحيت من أجل أن يحيا أبني وهو الأن يبيعني ، فنظرت الي الرجل وتأملت وجهه حتي طبعت صورتة في ذاكرتك ،ولم تحدثه بكلمة لانك تعلم أنه لن يجدي الكلام في سوق بيع البشر ،ومضيت في حال سبيلك وقررت الخروج من هذا السوق وقبل أن تطئ قدماك باب الخروج تسمع صوت طفلا يصرخ فتأخذك قدماك تجاه الصوت ، لتشاهد طفل رضيع تحمله أمرأة ، تعرضه عليك لتشترية منها ، وتسئلها كيف تبيعين أبنك ،تجاوبك وبكل خسة أنه ليس أبنها لكنها غافلت أمه وسرقته منها فهي وبكل فخر من بائعي البشر وهذة مهنتها
وخرجت من سوق بيع الأنسانية تحمل بين جوانبك الحزن والأسي،علي حال الناس ، هل وصل بنا الأمر الي هذا الحد ،هل أصبحنا شياطين نسكن الأرض علي هيئة بشر ،وهل أصبح الغدروالخيانة أمر وأقع نعيشة في هذة الأيام ،أسئلة كثيرة تدور يدور في خاطرك ،والاجابة علي هذة الأسئلة في تعاملات اليومية مع البشر،واذا أختلف عليك الأمر في شئ أذهب الي سوق بيع الانسانية ستجد الأجابة علي ملايين الاسئلة .