دعوني أخلع عِمة التقاليد المزعومة في الأقوال المأثورة ,والحكم الموروثة التي تعتمد علي الأقول لا الأفعال. .
"الشغل مش عيب " مقولة نسمعها كثيراَ من الأهل ,الأقارب ,الأصدقاء,الجيران,المعارف تعبر لنا عن مدي رقيهم وانفتاحهم العقلي وبعدهم عن التمييز بالمظاهر الطبقية .
"الشغل مش عيب " أول مقولة يرددها والدك حينما ترفض العمل الغير مناسب لك .
"الشغل مش عيب" رغم اعترافنا بصدق المقولة إلا أنها أكثر المقولات كذباَ في مجتمعنا الشرقي.
فلو كان الشغل مش عيب كيف لنا أن نري كل هؤلاء الخريجين والذين قدرهم وزير الشباب والرياضة ب 800 ألف خريج سنويا من بين 3 مليون طالب جالسين علي المقاهي منتظرين الوظيفة الحكومية ,أو الوظيفة التي تناسبهم ,سوي أنهم يعترفون بأن الشغل عيب .
كيف وصلت نسبة العنوسة حسب الإحصائيات في العام الماضي إلي أكثر من 472 ألف أنثى لم تتزوج في سن 35 بنسبة 3.3% من إجمالى عدد الإناث فى تلك الفئة العمرية, مقابل 687 ألف حالة ذكور بنسبة 4.5% من إجمالى أعداد الذكور فى نفس الفئة.
فلو كان الشغل مش عيب لماذا رفض أهالي العروسة الشباب الذي يعمل في السياحة أو الأعمال الحرة رغم مكسبهم الكبير , وينتظروا العريس الموظف رغم سوء مرتبة سوي أنهم يعترفون بأن الشغل عيب.
فلو كان الشغل مش عيب لما تستحقرون عامل النظافة أو الميكانيكي أوالعربجي ....إلخ من المهن الحرة , إذ لعب إبنك مع إبنة وكأنة حٌرم عليهم التعامل معهم ماتفسير هذا سوي إنك تقتنع بداخلك بأن الشغل عيب .
"الشغل مش عيب "
أتعلم صديقي القارئ لو طبقت هذة المقولة في مجتمعنا والله لأنتهت ظاهرة البطالة نهائياَ أو قلت تدريجياَ ,ليس من المنطق أن ألقي كل اللوم علي الدولة أو الحكومة أو الرئيس في مشكلة البطالة ولكن ألقي كل اللوم علي ثقافة الشعب الذي أنبت فينا إهانة المهن الحرفية البسيطة أو مايقال عنها "مش قد المقام ", فالشباب عموماَ يخشوا أن ينظر إليهم أحد بنظرة تعالي أو إحتقار لقلة الثقافة والوعي .
علي الجانب الأخر لو ذهبنا إلي الدول الأجنبية تري هذا الشاب الذي رفض أن يعمل كاشير في أحد المحلات داخل بلدة في مصر يذهب ويعمل هناك عامل نظافة ويتقبل ذلك لأن المجتمع هناك يري أن هذا عمل ولايقلل منة شيئاَ لأن مجتماعتهم يطبقوا مقولة الشغل مش عيب لأنهم يمتلكوا الوعي والفكر لذلك تقدمت مجتماعتهم ونحن نعيش ننتظر الوظيفة الحكومية ونقول الشغل مش عيب .
لذلك الحل الرئيسي لحل مشكلة البطالة والعنوسة هو تبني الدولة ومؤسسات المجتمع توعية الناس وتغير فكرهم وثقافتهم ولعل أول من بدأ بذلك الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة الذي أعلن في إجتماع لجنة المشروعات بمجلس النواب قائلاَ بكل فخر " الشغل مش عيب أنا اشتغلت فى مطعم الجامعة وأنا بدرس " لعل هذا دافع كبير للشباب يدفعهم للعمل بدون خجل أو إستحقار للمهنة فهذا كان عامل في مطعم بالجامعة أصبح وزيراَ للشباب من أنشط الوزراء الذين تولوا حقبة الوزارة .
َ