عندما يقدم المواطنون على اختيار رئيسا لهم ، فهذا معناه أنهم بحاجه الى شخص يفكر في مصالحهم جميعا ، لأن كل مواطن على أرض الوطن له حق في ان يعيش حياة كريمة ، دون تهميش له ولا عناء، فعندما يتقدم الرئيس بأوراقه للترشح، فهذا يكون بمثابة عقد ينتظر أن يوقع عليه الطرف الثاني وهو الشعب ، فإذا قام الشعب بالتوقيع له فعند ذلك يصبح له شرعية في ان يعمل بهذا العقد ، بكافة الصلاحيات ، ولكن العمل يكون لكل فئات المجتمع لا للبعض دون البعض الآخر ، لأنه رئيس للمجتمع كله ، فقير وغني ، مسلم ومسيحي فإذا خالف بنود ذلك العقد يصبح العقد مفسوخا لا قيمه له ،
لأن الأساس في وجود الحاكم في الدولة هو مصلحة المواطن والوطن ، وتعمدت أن أذكر المواطن أولا لأنه لا وطن بدون مواطن ، ولأن المواطن هو من يصنع وطن ، فما فائدة صحراء اذا لم يكن عليها بشر ، ويحدث أن يخطأ الحاكم ويحيد عن الطريق الى المواطن ، وهنا يجب على الطرف الثاني وهو المواطن أن ينبهه على أنه لو لم يلتزم بشروط العقد فعقده أصبح لاغي لا قيمه له ، لأنه لم يوفي بالغرض ، وهذا ما حدث منذ شهر في عاصمة النور باريس عندما وجد المواطن نفسه يعمل دون جدوى دون فائدة دون راحة لم يجد بديلا من النزول والمطالبة بحقة في هذا الوطن وخصوصا أن سياسة ماكرون كانت كلها تصب في مصلحة الأغنياء وترك الفقراء بل نسيهم فجاءوا اليه زاحفين الى الميادين حاملين أرواحهم على كفوفهم ليعلموه ان لهم حق الحياة ولهم حق في هذا الوطن المنهوب ثرواته وبالفعل بعد شد وجذب استمر طيله شهر استجاب رئيس فرنسا لمطالب شعبه في إصلاح وضعه المعيشي وحقه في العيش وكانت هذه هي خطبته الأولى التي لا أعتقد أنها الأخيرة
أتفهم غضبكم» عبارة قصيرة اعترف فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحقوق «السترات الصفراء»، والتي ترجمت إلى العديد من الالتزامات لحكومة الرئيس الشاب، بعد شهر من التظاهرات وتحول فرنسا لساحة من الحرب بين الشرطة وأعضاء الحركة، والتي أسفرت عن اعتقال 1000 شخص، وإصابة المئات.
رضخ حاكم قصر الإليزية لمطالب الغاضبين، في محاولة لإنقاذ سفينة فرنسا من الغرق وسط تربص قوي من قوى تسعى إلى إسقاط بلد النور والثقافة في ظلمات الفوضى، عبر الإعلان عن عدد من الإجراءات على أمل أن يسيطر على موجات الغضب بالشارع واحتواء الغضب الاجتماعي الذي اجتاح البلاد مؤخرا.
إجراءات الإنقاذ
وأعلن ماكرون، اليوم الإثنين، عن حزمة من الإجراءات المالية والاجتماعية لمساعدة ذوي الدخل المحدود، معترفا بوجود غضب لدى الفرنسيين ووصفه بالمفهوم.
100 يورو
وقال إن العام المقبل سيشهد زيادة في الحد الأدنى للأجور قدرها 100 يورو، إضافة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لمساعدة من يتقاضون أقل من 2000 يورو، ووعد بإجراء إصلاح عميق للنظام الضريبي حتى يكون قادرا على مساعدة من يتقاضون أجورا ضعيفة، وفرض ضرائب على من يحققون دخلا كبيرا.
مراجعة ضريبية
وأكد أنه سيتم مراجعة نظام الضرائب لدعم من يتقاضون رواتب ضعيفة، وكذلك إلغاء الضريبة على معاشات التقاعد التي تقل عن 2000 يورو، مبينا أن هدف الحكومة هو خلق فرص جديدة في كافة القطاعات.
وذكر أن البرلمان والحكومة يجب أن يعملوا من أجل سن قوانين للضرائب، لأن هناك حاجة لقوانين عادلة وبسيطة لتقليل نسب البطالة، مؤكدا أنه سيكون هناك حوار وطني يشمل كل الأطراف.
الإقرار بالمسئولية
وأقر ماكرون بمسئوليته في "إثارة مشاعر الغضب لدى المحتجين"، مؤكدا أنه لم ينجح طيلة 18 شهرا في إنهاء المعاناة التي يعيشها الفرنسيون منذ 40 عاما، وأن معركته الأساسية من أجل الشعب، مشيرا إلى أن هناك حاجة لإصلاح عميق للدولة الفرنسية، وأنه يتحمل جزءا من الوضع الذي تعيشه باريس رغم أن جذور الأزمة الحالية قديمة.
العنف لا يبرر
وقال إن "العنف والشغب لا يمكن أن يبررا"، وإن بلاده "تعيش حالة طوارئ اقتصادية واجتماعية"، مشددا على أنه سيتم مراجعة نظام الضرائب لدعم من يتقاضون رواتب ضعيفة.
لقاءات مع النقابات
واجتمع ماكرون اليوم مع 37 مسئولا من النقابات العمالية والاتحادات والجمعيات بقصر الإليزيه، للاستماع لمقترحاتهم حول سبل تنفيذ مطالب المتظاهرين والسيطرة على الاحتجاجات التي اندلعت منذ شهر بكل أنحاء فرنسا.
وبعد هذا الخطاب الأكثر من رائع لماكرون رئيس فرنسا بلد النور والمعرفة بلد الأدب والشياكة والأناقة إسمحوا لي أن أرفع له القبعة إحتراما له على الرضوخ لمطالب شعبه وتلبيه مطالبهم حتى ينقذ سفينة فرنسا التي تحوطها الأمواج العاتية العاليه من كل جانب ، فياليتنا نتعلم من الغرب ، وأقول كما يقول لنا إعلامنا إنظروا الى الغرب كيف يفعلون كذا أقول أنا لهم اليوم أنظروا الى الغرب كيف يرضخون لمطالب شعبهم خوفا على وطنهم ، أنظروا الى تواضع الحكام عندما يخطئون في حق شعوبهم ، أنظروا وتعلموا كيف تدار البلدان التي تريد لمواطنيها السلام والأمان ، ومع كل ذلك أحب أن أخبركم أن الشعب الفرنسي سوف يكمل ما خرج من أجله. "تحت شعار الذي أحضر العفريت هو القادر على أن يصرفه "