تُعتبر الأمراض الاجتماعية من المشاكل الخطيرة التي تهدد كيان الأفراد والأسر والمجتمعات فهى أمراض تصيب الفكر قد لا يعلم بها كثير من الناس في أي مجتمع وتنمو هذه الأمراض دائماً في أي مجتمع أغلق الباب (فكرياً ) على منهج و( يعتقد) بأنه هو الحقيقة كاملة وما وراء اعتقاده فهو غير صحيح فقد خلقنا الله تعالى في أحسن صورةٍ وميزّنا عن باقى مخلوقاته وجعلنا نسمو عليهم وسخّرهم لتلبية حاجاتنا لنستطيع الخلافة في الأرض وعمارتها كما خلق جميع البشر من نفسٍ واحدةٍ من أجل التساوي وعدم التفاخر على بعضهم البعض بأجناسهم بل جعلهم في حاجة بعضهم البعض لتلبية متطلباتهم وجعل التآخي والتعاون من الركائز الأساسية فيما بينهم أنقسم النّاس في الحياة إلى قسمين: قسمٌ اتبع الفطرة السليمة وسلك طريق الحق والهداية وعبادة الله تعالى وقسمٌ ضل عن السبيل وأتبع أهواءه ممّا أدى إلى ظهور الأمراض المختلفة في المجتمع التي سببّت التأثيرات السلبيّة على بقيّة أفراد المجتمع وحرمت بعضهم من ممارسة حياته بالشكل الطبيعي
فالمرض الاجتماعي عبارة عن سلوكٍ هدّام وسلبي وغير سوي يؤدّي إلى الإضرار بأفراد المجتمع ويهدّد أمنهم واستقرارهم وقدرتهم على ممارسة حياتهم بالشكل السليم فأصحاب الأمراض الاجتماعيّة بكافة أشكالها يُعدّون مصدر تهديدٍ على غيرهم من الأفراد السويين و الكثير من الأمراض الإجتماعية كانت سبباً في تدهور الكثير من المجتمعات و غياب الأمن و الأستقرار بها و ضياع طموحات و أحلام أبنائها
ما أسباب أنتشار الأمراض الأجتماعية ؟
فقدان بعض فئات المجتمع القدرة على اشباع رغباتهم نتيجة أختلاف البيئة و ما فيها من ضغوط و اضطرابات اجتماعية و نفسية و ثقافية أو عاطفية و اقتصادية وعملية أو عدم مواكبة الفرد معطيات الحضارة و المدنية أو عدم التربية السليمة و المعتدلة في الحياة أو العيش في المدن المكتظة بالسكان و الأختلاط بفئات أجتماعية مختلفة ذات قيم و أفكار و حضارات متباينة و حاجاتهم الأساسية و هذا ما يؤدي إلى شعور الكثير منهم بالحرمان و يكون ذلك نتجية أساسية لتدني الأحوال الإقتصادية و أنتشار الفقر و البطالة و بالطبع سوء الأحوال الإقتصادية
غياب العدل و المساواة و أنتشار الإضطهاد لبعض فئات المجتمع يخلق حالة من الفزع و الخوف و نتيجة ذلك زيادة الرغبة لدى البعض على الصراع نتيجة لفقدان الفرد الشعور بالإستقرار و الأمان والدور السلبي لعدد كبير من الوسائل الإعلامية التي تضر بالتنشئة الإجتماعية سوء الحالة النفسية لدى الكثير من أبناء المجتمعات و إصابتهم بالإحباط و الإكتئاب و عدم أنسجام الفرد في المجتمع و مشاركة الآخرين فيميل إلى العزلة فينجم عن ذلك عدم الثقة
عدم أهتمام بعض الأسر بتربية أبنائها بشكل صحيح اما لكثرة المشاكل الأسرية أو لعدم تدينها و وجود الفقر و العوز الذي يزعزع كيان الأسر أو اضطراب الأسرة و عدم التفاهم بين الأبوين و الإهمال التربوي للأبناء إما دلالآ أو شدة و عنفآ أو الجهل لدى الوالدين أو أنحراف بعض الآباء عن الطريق السليم أو تواجد الأم خارج البيت و إهمال الأسرة و كثرة المشاكل و الطلاق وقوع الكثير من أبناء المجتمع ضحية لأصدقاء السوء و ما يكتسبونه منهم من عادات بذيئة كالجرائم و العدوان و التزوير