ما الدوافع التى أدت إلى رفع أسعار النفط خلال الفترة الأخيرة؟
شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعًا خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضى ليبلغ أعلى مستوياته منذ تشرين الثانى/ نوفمبر 2014 حيث وصل سعر البرميل عند 80 دولار، حيث أن المخاطر الجيوسياسية تسببت فى ارتفاع المخاوف من احتمال تعطل امدادات النفط.
وقال الخبراء ومحللى الأسواقأن الارتفاعات ستشكل تحديًا كبيرًا للبنوك المركزية التى تواجه بالفعل ارتفاع التضخم، كما أثرت ايجابيًا على أسواق الأسهم خاصة أسهم القطاع النفطى التى شهدت ارتفاع بسبب ارتفاع الأسعار وقد قامت كبري شركات الوساطة المالية مثل FXCM و Etoro وشركة iForexبتوفير تطبيقات التداول المتنوعة حتي يستفيد عملائها من التحرك المستمر في الأسعار ، الأمر الذى جعل بنك باركليز يرفع توقعاته بالنسبة لمتوسط سعر البرميل من 62 دولار إلى 73 دولار وقد رفعت بعض البنوك توقعاتها إلى 100 دولار للبرميل فى العام المقبل.
فيما يلى الأسباب التى قادت ارتفاع أسعار النفط:
الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب"
تسبب قرار الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" فى الخروج من طرف واحد من الاتفاق النووى مع إيران فى ارباك الأسواق حيث زادت المخاوف من تراجع صادرات النفط الإيرانى التى ستؤدى إلى تقلص المعروض النفطى، وتنتج إيران حوالى 4% من امدادات النفط العالمية أى ما يعادل 2.4 مليون برميل يوميًا.
الجدير بالذكر أن صادرات المنتجين فى الشرق الأوسط تراجعت بواقع 1.2 مليون برميل يوميًا عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات للمرة الأخيرة فى عام 2012، ولكن ستكون هذه المرة مختلفة حيث قال الاتحاد الأوروبى أنه مصمم على ابقاء الاتفاق حيًا ولن يفرض عقوبات على طهران.
وقالت وكالة الطاقة الدولية أنه من السابق لآوانه قول ما سيحدث هذه المرة ولكن علينا دراسة ما إذا كان بإمكان المنتجين الآخرين التدخل لضمان تدفق النفط إلى السوق بشكل منظم وتعويض الاضطراب للصادرات الإيرانية، وقالت السعودية أكبر مصدر للنفط فى العالم أنها ستعمل على سد أى ثغرة تتركها إيران.
المملكة العربية السعودية وروسيا
التزمت الدول الرئيسية المنتجة للنفط بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا بتخفيض انتاجها ما يقرب من 17 شهر، وقد أدت القيود التى فرضتها منظمة أوبك وشركائها على اعادة التوازن بين مستويات العرض والطلب على النفط العالمى لدرجة أن وكالة الطاقة الدولية قالت فى الآونة الأخيرة أن أوبك أنجزت المهمة.
وتنتج منظمة أوبك وروسيا أكثر من 40% من نفط العالم، على الرغم من ارتفاع الأسعار بشكل مطرد فإنها لا تزال خاضعة للقيود، وقد أثبتت الدول النفطية امتثالها بشكل ملحوظ ولم تقم بزيادة الانتاج كما فعلت خلال المحاولات السابقة بهدف التأثير على السوق.
فنزويلا
أدت الأزمات السياسية والاقتصادية التى عانتها فنزويلا إلى انخفاض انتاجها من النفط الخام لدرجة أنها خفضت انتاجها أكثر من السعودية، وترسم وكالة الطاقة الدولية صورة قاتمة عن صناعة النفط التى تتداعى مع تفاقم الأوضاع فى البلاد ومع قضايا الفساد ومشاكل المدفوعات.
التوترات الجيوسياسية
إيران وفنزويلا ليستا المصدر الوحيد لعدم الاستقرار الجيوسياسى الذى يؤدى إلى ارتفاع أسعار النفط.
وقالت شركة ميتسوبيشى يو اف جيه فاينانشال جروب أن التصاعد المستمر للتوترات بين السعودية وإيران واستمرار الصراعات فى العراق وليبيا وسوريا واليمن أثر بشدة على المنطقة.
وقد حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن الأحداث الجيوسياسية الأخيرة قد زادت من حالة عدم اليقين بشأن امدادات النفط العالمية فى المستقبل.
الاقتصاد العالمى
على الصعيد العالمى أصبح الاقتصاد قويًا، حيث توقع صندوق النقد الدولى نموًا بنسبة 3.9% خلال هذا العام، ويعتبر النشاط الاقتصادى عاملًا مهمًا فى ارتفاع أسعار النفط حتى الآن، لكن المراقبين يحذرون من أن النفط الخام باهظ الثمن للغاية وسيبدأ فى خفض الطلب على النفط.