من المفاهيم التي يجب أن يتم تداركها أن وزاره التربية والتعليم ليست المسؤولة عن التعليم في هذا الوطن منفرده ، ولكن الحقيقه أن جميع مؤسسات الدوله والمواطنين والاسر والمجتمع المدني مسؤولين ضمنيا فى تحسين وتطوير خدمات التعليم في هذا الوطن بجانب الوزاره التي تدير المنظومه التعليمه إداريا وفنيا ،
فهناك حلقه غير مكتملة يجب أن نلتفت لها وهو مشاركة مؤسسات الدوله وأجهزتها ومجتمعها المدني في إنجاح العمليه التعليميه وتحقيق أهداف التعليم في بناء شخصيه متكامله لها القدره علي العمل والإنتاج وتتفهم واجباتها وحقوقها في هذا الوطن ،
وهذا لا يتحقق إلا بالمشاركة الحقيقيه وبتغير وتطوير مفاهيم وأساليب إدارة المؤسسات التعليميه ومثال لذلك تغير بعض الوحدات التى لاتقدم الجديد للتعليم مثل وحدة تكافئ الفرص كمثال وليس للحصر ، فهي وحده استحدثت بهدف وتعمل بشكل متضارب مع وحدات الموهوبين والأنشطة وإستبدالها بما هو يشكل إحتياج حقيقي للتطوير المدرسي،
وكمثال إحتياج المدارس في العصر الحديث الي وجود مسئول علاقات عامه متخصص ومفرغ في كل مدرسه وله مهام مرسومه ومحدده في بناء العلاقات العامه وتطوير علاقات المؤسسات التعليميه والعمل كحلقة وصل بين المؤسسه التعليميه ومؤسسات الدوله والمجتمع المحيط ، فهو من صلب العمليه التعليميه ويعمل علي تحقيق أهدافها ، فالتعليم ليس مواد دراسيه وأنشطه فقط بل هو بناء متكامل للشخصيه وإكتشاف لقدرات الطلاب وتوجيهها التوجيه الصحيح وهذا لا يتحقق إلا إذا كان هناك إحتكاك مباشر وتفهم لعمل مؤسسات الدوله وهذا لا يتحقق إلا بإنتقال المؤسسات بشكل مباشر وغير مباشر الي داخل المدارس ،
فنحتاج الي إعادة دور وحدات المطافي وتقديم أفرادها التوعية بأهمية عوامل الامن والسلامه للأفراد والمؤسسات وطرق مواجهه الأخطار والتوعية ضد المفرقعات والحريق داخل المدارس ، وكذلك نحتاج الي تواجد وحضور لأفراد شرطيه وأفراد من القوات المسلحه في الطابور الصباحي للمدارس بالتبادل ومثال حضور مأمور الدائره أو القسم أو من ينوب عنه طابور المدرسه القريبه منه ولو مره واحده في العام ليعطي الطمأنينة والترابط مع هذه الاجهزه التي تقوم بدور عظيم لهذا الوطن ، أو مرور ضباط المباحث وإلقاء كلمه علي الطلاب مع العلم بمشاغلهم المقدره ولكن المردود الكبير والوقع وأثره علي الطلاب قد يؤثر في سلوك المجتمع ويساهم في تقليل الضغط علي جهاز الشرطه فثقافه المجتمع وأفراده من العوامل المساعده في تقليل الجرائم ، هذا بجانب أن هذه الزيارات تعطي الطلاب الطمأنينة والدفء والمعرفه ، بجانب زيارات مشايخ الأزهر والأوقاف لتكامل العمليه التعليميه بالتربية الدينيه وإلقاء الكلمات الصباحيه ،
ولماذا لا نفكر في إستضافة مسؤولين من السجل المدني والبريد والبنوك والشهر العقاري والضرائب ...... وغيره ليعطوا نبذه عن عمل هذه المؤسسات وكيفيه التواصل معها وماذا يحتاج الفرد منها ، هذا بجانب الإدارات الصحيه ووحدات الطب الوقائي وشرح وتوزيع نشرات صحيه للتوعيه والإرشاد بأخطار الفيروسات والأوبئة وطرق الوقايه منها والتوعية بأهميه النظافه العامه ونظافه المجتمع ،
هذا كله وغيره يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين مستوي التعليم والمتعلم ، بجانب خطط تطوير التعليم التي تنتهجها الوزاره وتغفل هذا الجزء البنائي الهام لشخصيه أبنائنا الطلاب والذي لايتكلف إلا التنثيق والتواصل ،
وسنحصد النتائج الرائعه بمشاركة الطلاب في هذه الإختيارات فنحن نحتاج الي تطوير التعليم وتحويل الطلاب الي شركاء حقيقين في التخطيط والتنفيذ وان يقوم الطلاب بقيادة العملية التعليمية لننتقل الى أفاق التطوير الحقيقي ونساهم في بناء هذا الوطن العظيم.