عندما أقف وأتأمل فى تصرفات الكثيرون ممن سمحت لى الفرصة بأن أكون سببا فى إيجاد فرصة عمل لهم وعندما أتأمل أيضا فى تصرفات الكثير من الموظفين الذين لاسيما ساعدوهم أخرون فى توظيفهم بعدما كانوا يبحثون عن فرصة عمل وكأنهم يبحثون عن المستحيل فى عصر اللا فرصة فمنهم إلا من رحم ربى أراد أن يكسر المستحيل بالبحث عن واسطة ليدخل بها إلى الحياة العملية حتى لو قبل الأيادي أو أضاع وقتا طويلا فى الإلحاح المستمر وربما طلب من الوالدين التدخل بالدعاء أو محاولة إشعار جهة العمل بالشفقة عليه ومنهم من يوزع عشرات من السى فى على أبواب المصالح والشركات ودون جدوى ومنهم من يقدم خبرته لكنه دفع فيها مالا وعمرا
الوسائل كثيرة وربما باءت بالفشل فلو فشلت إتهم جهات العمل بأنهم لا يقبلون إلا المعارف أو أصحاب الوساطة وربما إتهم الدولة نفسها بالتقصير وأن الدول المتقدمة غير مقصرة مع مواطنيها ، أما لو نجحت إحدى محاولاته وتم تعينه بمصلحة تراه قد تحول من المواطن الملح المنكسر طالب الرحمة إلى موظف تنك ومتكابر ومتعالى على كل من حوله حتى انه متعالى عن أداء وظيفته التى يشعر حينها أنها أصغر من حجمه وياويل مواطن عادى راح لقضاء مصلحة من هذه المؤسسة وإن كانت خدمية ليتصادف مع عدم وجود هؤلاء الفئة من الموظفين وإن وجد لا يسمع منهم إلا المقولة الشهيرة للكاريكاتير رحمه الله مصطفى حسين ( فوت علينا بكرة ياسيد )
فما الحل مع مثل هؤلاء المتحولون .؟؟ هل يتم تصويرهم من قبل كل مؤسسة لتذكرهم دائما بذاك اليوم الذى وقفوا فيه طويلا أمام بوابات أمن المؤسسة تاركين فيها هويتهم عند الدخول لأنهم كانوا يومها غرباء أم على الدولة الإحتفاظ بديسك لهم مصور عليه إسلوبهم فى التعامل أول شهر تم تعينهم فيه حتى وإن تعالى بعضهم يوما ذكرتهم به فلا تصيبهم الفجيعة الوظيفية والتحول
هذه فئة كثيرة عند تأملى وجدت أنها تحتاج إلى الطب النفسى والعلاج النفسى حتى ولو على نفقة الدولة لأن عدم علاجهم سوف يخسر الدولة أكثر عن طريق الإهمال واللا مبالاة فى العمل والفساد الإدارى والوظيفى