كاتب وصحفي معارض يختفي في ظروف غامضة وتطول فترة الإختفاء كأن هناك شئ يحاك في الغرف المغلقة ثم يخرج مؤخرا نباء اغتياله داخل سفارة بلده بسبب مشاجرة.
هذا هو الأمر كما يراه الكثير ولكن هناك بعض الأمور إلتي تُستَشف من هذا الخبر ولا تظهر للعيان إلا إذا أمعنا فيها النظر.
الحادثة صنفت على أنها حادثة إغتيال ولكن تعودنا أن حوادث الإغتيال تكون اغلبها للمؤيدين للنظام أو رأس النظام نفسه كاسادات مصر مثلا أو حريري لبنان أو غيرهم الكثير .
أما خاشقي فكان معارضا لا يحمل إلا قلمه وفكره حتي مكان إغتياله ينم عن ضحالة تفكير ووضاعة وخسة، سفارة بلده في تركيا والتي لا يخفى على أحد مدى الخلاف بين الدولتين وعدم توافق الرأي وتحالف تركيا مع قطر له نصيب الأسد
في هذا الخلاف.
فالسفارات أماكن لجوء وحماية للمواطن خارج بلده وليست أماكن مشاجرة وتصفية حساب وإسكات صوته.
القارئ لكلماتي يشعر للوهلة الأولى أنى متحامل على بلدي الثاني السعودية ولكن الامر ليس كذلك إنما أخشى أن تكون حادثة إغتيال خاشقي بمثابة ورقة التوت التي عندما تسقط تكشف عورات نظام قمعي
يكره كل من يقول (لا)٠
فهل ستمر هذه الحادثة ويحاسب القاتل أىً من كان
أم سيحل ذئب يوسف ليتحمل المسئولية وهو منها براء.
أخشى ما أخشاه أن تكون تلك الحادثة بمثابة القشة ألتي قسمت ظهر البعير لتفرض أمريكا هيمنتها وتتخذ منها زريعة لفرض عقوبات على السعودية أو تستدر بها مليارات الدولارات ليعزز بها ترامب المختل موقفه أمام شعبه في ظل
أوضاعه الإقتصادية المتردية.
إذا أرادت السعودية الخروج من هذا المأزق ماعليها إلا أن تقدم القاتل للعدالة القاتل فحسب.
أما إن قدمت التنازلات وركنت إلى اللذين ظلموا فلتعلم أنها بذلك تدق مسمار فى نعشها .
وتترك السوس يأكل منساتها ليخر سقفها على الجميع عصمها الله من ذلك وجميع أمتنا العربية..