كلنا يعرف أن صبي العالمة هو التابع الأمين المؤيد دائما لمن يرافقه، وكلمة تابع هنا تعني الانقياد، وهذا يعني أنه لا رأي له، ينفذ فقط الأوامر التي يمنح إياها مهما كانت، ويهلل مؤيدا لها، ويمدح صاحبة مهما كان القرار، ويظن البعض أن هؤلاء هم المرافقون لكل ذي منصب أو سلطان، حيث أنهم دائما ما يؤيدون القرارات والتصرفات بشكل مبالغ فيه، وأي كانت أبعادها وتأثيرها ضاربين بمصالح الناس عرض الحائط، ومع الوقت تلونوا كالحرباء، وأصبحوا أخطر من زي قبل، وكانت بداية المتلونون، وهم مخلوقات عجيبة تمتاز بقدرتها الفائقة على التعايش والتكيف بشتى الطرق، فليس لديهم حياء ولا كرامه، يغيرون أفكارهم وقيمهم لتحقيق مصالحهم الشخصية، واغراضهم المشبوهة، وهم من يطلق عليهم الدين المنافقين، وهم من لا عهد لهم ولا ميثاق، ويطلق عليهم المثقفين من يملكون الذكاء الاجتماعي، وهم من لون الذكاء الاجتماعي وغير ملامحه لخدمة أفكارهم وأيدولوجياتهم، هم ومن يجلسون معهم ويرافقونهم، وللأسف أصبحوا كثر، واستطاعوا الصعود إلى العديد من المناصب العليا حيث النفوذ والسلطان، أنه الهروب من القاع إلى القمه، من براثن الحضيض إلى قمة الوضاعة، وانتشر سمهم في جميع أنحاء البلاد وامتلأت المصالح بهم، ولم يعد لهم حل سوى البتر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجسد العليل الذي اصبح يشتكي الحمى والفقر، ولكن هذا الجسد المسكين من شدة الألم لم يعد يستطيع تحديد مكانه بدقة، ولا يستطيع احد تشخصي الداء بوعي كافي، هل هو الفكر المحدود، أم النفوس المريضة، أم البعد عن الدين وتعاليمه بكافة طوائفه، أم أشباه المثقفون أولئك الذين نهلوا من العلوم القدر الضئيل الذي أخرجهم من براثن الجهل ولم يرمي بهم على شمس المعرفة، ودفئ الحق، ونور اليقين، هؤلاء جميعا هم أخطر الفئات على المجتمع، لانهم سخروا قدراتهم، ومعرفتهم، وطاقاتهم، لخدمة مصالحهم الشخصية، وأغراضهم الدنيئة على حساب كرامتهم وإنسانيتهم، فبرروا أخطائهم، ولجرائم الواضحة، وأخفوا الأدلة، وزوروا الحق والبسوه ثوب الباطل، فهم يسمعون ويصمتون، ويرون ولكن عميت ابصارهم كما عميت قلوبهم، وكتمت أصواتهم عن الحق وتعالت بالباطل، واشتروا عرض الحياة الدنيا بالأخرة، فأقول لهم انعموا بالفوز الزائف الزائل من المناصب، والمال، والرفعة، فقد غيرتم الحقيقة، واستخدمتم أساليب المكر والخداع، ونشرتم أفكاركم المسمومة