وقفت على قارعة الشتاء
يجتاحني حنين للماضي
بدأت مراسم الاشتياق
حنين لك استفاق لا يعرف
مللاً ولا يرغب بالاختباء
أورثني الشتاء غيبوبة
حنين وصهلة من الأشواق
تزملت من الغياب جليداً مارقاً
وتوشحت صقيع الذكريات
ليل وقصيد وصرير قلم
تتنازع عقارب الساعة
أمام رسائل شوقي المبعثرة
لرجل سافر إلى أبعد الحدود
لا يرعبني الآن سوى فراغ مقعدك في قلبي
انسكاب حنين الشتاء فوق وسادتي
يقرع أنين هواء الشتاء بابي
أهذا شتاء أم حنين العمر
لعله طيف عبر يريد أن يخطف قلبي المستقر
يا عيد أيامي وغفوتي والمطر
روحي أسكرها حبك وعشقك
وأمطرتها السماء اشتياقا وحنيناً
ياسيدي الشتاء.....
ماذا سترتدي السماء غداً
وقد جردتها ثوب الغيوم
يزمجر الرعد في أذني
أحاول أن أتمالك نفسي
فأتذكر صوتك الرخيم الحنون
كم كنت أنت المأوى لخوفي
وشجوني ومرارة غربتي
لا أعلم أي إحساس بقربك
هل هو حنين للماضي أم انتظار للمستقبل
أفتقد الدفء في غيابك
لم تُجدِ دموعي في إذابة جليد هجرك
مازلت أرتدي معطف الأمل لعله
يخفف من وطأة هذا الحزن
أحتسي في هذا الشتاء
أقداح ذكرياتي الجميلة والأليمة
تختبيء أحاسيسي في كهف الحنين
باردة عواطفي كبرودة أجواء الشتاء
أحلم بشمس الوصال تشرق
على أيامي لتدفىء روحي
ماعدت أقوى على الصمود
أمام عواصف الشتاء التي تقتحم قلبي
أصبحت هشة كأوراق الخريف
أرتعش خوفاً من أن أمضي
ثم أعود فلا أجد طيفك هنا
يا حبيب الروح ...
يكفيني احتراقاً واشتعالاً
قد نفذ وقود صبري
حلمي أن أستنشق كل وجودك بروحي
روحي تعج بالاشتياق ونبضي
يئن وجعاً في كل ليلة باردة
سأظل أعشقك بعدد قطرات
مطر الشتاء القادم