وقفت على أعتاب مدينتي تصاعد من ثغري دخان من تبغ الشوق كلما مر طيفك أضاءت قناديل التوق أيها الساكن قمة المسافات منفضة حنيني عاجزة عن نفض غبار الرحيل هزمتني جيوش الأبجدية فرفعت راية الاستسلام لقصيدة كتبتها لك يارجل المسافات ما عادت الأيام تبتسم لي لقد مات من التقويم اللقاء أمضي ليلي أنسج من ضوء القمر ثوباً يضيء عراء ظلمتي بدونك وأمضي نهاري هاربة من نور ذكراك يا لك من رجلٍ سكن الضوء واسكنني ظلمة البحث عنه أعشق من غاب عني كغياب المطر من أرض يباب فأرضي عطشى ولن أرتوي إلا من ماء عشقه مدينتي أنيقة وأنا أسكن عراء الحنين كل الطرقات امتلأت مطراً إلا طريقي أنا وأنت امتلأ بأوراق الخريف الشاحبة بعد رحيلك أصبح قلم قلبي لا يجيد الكتابة إلا على ورق طيفك وغابات الغياب تطاولت حتى حجبت الرؤيا أيها الساكن رف البعد تجمدت الساعة وذاب الوقت تقوس الوقت وأنا غارقة بأحلام اليقظة أحتضن الضنين برحيلك حتى صارت أحلامي ترفض النضوب كيف تغدو أيامي ؟! رحل الشوق وماتت الأماني تلبدت سمائي وأثقلت الغيوم بهمومي عالم من الاغتراب يحاصر روحي طال الرحيل وبعدت مسافات الأماكن والأزمنة ألم تتذكر أيام تجولنا في تلك المدينة التي شهدت غرامنا وعشقنا وحكايات كنت تبوح بها لي وأنا في أشد حالات جنوني وهيامي بك أنا أتذكر عندما عانقت يدي يداك حينها شعرت بدفء حرارتها والآن أعدمت ضحكة شفاهي وأنت من كفن صرخات الشوق وأغرق قلبي في بطن الدمع حتى اختناق الوريد عبرت لك من أشتات الصدى وغربة السنين لكي تعوضني ما ضاع من أيامي وعمري الطويل يا إلهي اجمعني بمن سكنت به روحي لقد باعدت بيننا مسافات الرحيل