أجلس على حافة لحظات مسكونة بك ثملة حد السُكّر بحنين لا ينتهي الأجواء مشحونة بذرات الغياب تتحرك الأشياء من حولي تغلف ذاكرتي بك كل شيء هنا في غربتي القاحلة صامت كالجليد بارد كالخوف كأنك أخذت معك سر الكلام ودفء الأمان تركتني في العراء الموحش تترنح أبجديتي الثملة بين السطور أعود فيحفني الحنين وبعضٌ من أشواق السنين وومضات روحي تئن بين عينيك يا سيد الأمسيات المعتقة بالحنين والأمنيات الصغيرة بحجم وطن والغياب المكتمل الحضور أسطر إليك وأنا بكامل جنوني واحتياجي في وقت ازدحامي بالحنين يتلبسني هذيان الزمن بك كل هذا الهذيان جنون يراودني لأعتلي صهوة البوح وأكتب لك عن كل الأشياء المعلقة بقلبي المنهك بالأشواق وحنيني المكبل بالوجع الذي لا يهدأ شيء ما بدأ يتوهج من الوميض إلى الاشتعال وظننته شوقي شيء ما بدأ يتأرجح من السكون إلى الضجيج وظننته صمتي شيء ما بدأ يتدرج من اللون الوردي إلى الأحمر القاني وظننته احتمالي شيء ما كاد أن ينفذ أو قد نفذ وظننته صبري أشياء كثيرة مازالت قيد انتظار على جمر صمت متقد أسئلة تتصارع في عقلي كم من الوقت أحتاج من نداء حتى أصل حدود الصمت فيك وكم عدد المدن التي يجب الإبحار إليها حتى أقيم ارتحالي إليك وكم أحتاج من الليالي أسرج صهوتها ليشرق الصبح من عينيك وكم يلزم من حروفي الثملة من سُكر لتستفيق بين يديك يا روحاً يا قبلة الشوق التي آوي شطرها كلما عبث بي الحنين وبعثرني نسيم لا يحمل شيئاً من عطرك أقيم تراتيل عشقي في محرابك حبيبي يا قطعة القلب هذه الليلة قلبي نزف الحنين فكن دوما على أبواب الحضور قاتل الله الغياب بكل سيوف أهل الأرض