في هذا الصباح الملبد بالغيوم
بدأ المطر بمغازلة غيمة
ليندس في رحمها إلى أبعد مدى
يثير في قلبي رغبة الالتحام بجسدك
لأدثر تحت جلدك وأولد من رحم عينيك كل هطول
يا ساكن البلدة البعيدة
أحتاج الكثير من الصبر
أحتاج أن أضيق مساحة
الحصار المفروض على قلبي
فالمطر يُقبل بالكثير من وجعي
عجزت عن احتواء ضجيج الحنين بداخلي
ساخط المطر هذا الصباح
يهطل كانقضاء العمر على عتبات الانتظار
فيترك في روحي ألف وجع وأنين وشعور بالاختناق
أختلق لغيابك ألف عذر أنت تجهله
ياسيدي الذي أهوى ...
كم من الصباحات علي أن أنتظرك
على قارعة اشتياقي
يا روحي وجنوني ....
أنا أنثى تعشقك حد التوحد فيك
ينهمر فيها المطر فتمطرك شيئا من الجنون
أيها الغائب خلف حدود الغربة المؤلمة
لقد صبرت ولم أعد أقوى على الصبر
سأبقى أنتظرك أمام دمعي وخلف صوتك
فوق وجعي وتحت نبضي
فأنت غيم الدرب والأحلام وأمنياتي
وأنت سكوني وفوضى جنوني
طال غيابك وأصبت بهذيان الشوق
وأصاب قلمي الجفاف
وتساقطت أوراق الخريف
فغطت بياض الأوراق
هل تعلم شدة الشوق ولهفته وأجيج نيرانه
مشتاقة إليك والروح على حد الوجع
يا غيمة طمني الشوق بالمطر
وامسحي دمع الحروف الباكية
ليستيقظ ربيع حواسي وتورق الشرفات
وتعتق الآه من جوف حرماني
سيدي يا وعد المطر
لا تتركني مبعثرة على طاولة الحنين
مقيدة بأشواك المسافات وحدي مع الصمت
وإشعال حريق المطر في قلبي
فهلا رحمت عاشقة متيمة
عصفت بها الأشواق