هناك مشاهد عديدة فى السينيما المصرية تركت اثرا عظيما فى اعماق المشاهدين ومهما مر عليها الزمان تظل عالقة فى الاذهان محفورة فى الوجدان بل ويظل تأثيرها على المشاهد بنفس قوة تأثيرها فى اول مرة .
وتعد من ابرز واقوى المشاهد الرومانسية والدرامية التى شهدتها السينيما المصرية والتى تأخذنا الى عالم الحب الحقيقى العالم الذى اصبح نادرا وجوده فى هذا الزمن هذا المشهد الذى كان بين الفنان نور الشريف مع الفنانة بوسى فى فيلم "حبيبى دائما" اخراج حسين كمال وانتاج عام 1980 وهو اخر مشهدين فى الفيلم حيث تتوفى "فريدة" بين يدى زوجها " ابراهيم" وهما على شاطىء البحر
المشهد الاول فيه حوار غاية فى الروعة والاحساس لا ينسى كان بين ابراهيم وفريدة بعد ان علم بانها مريضه بمرض قاتل وحاول اخفاء هذا الخبر عنها فى الوقت الذى كانت هى على علم به ولم تصرح به الى ابراهيم خوفا عليه من الصدمة .
كان ابراهيم يحدثها وكأنه يحدث نفسه ويطمئنها وصوته يختنق بالبكاء ويقول لها "
نفسى اخليكى اسعد انسانه .. لما نرجع مش هسيبك لحظة واحده مقدرش استحمل بعدك عنى .. هتكونى معايا كل خطوة .. هتيجى معايا العيادة كل يوم انتى اللى هتظبطى كل مواعيدى وحساباتى.. لكن اوعدك كل اسبوع هنعمل ويك ايند .. فى الشتاء نروح مرة الفيوم ومرة حلوان .. ولما يجى الصيف نروح مرة اسكندرية ومرة بلطيم ... "
وكانت فريدة تنظر الى ابراهيم وهو يردد تلك الكلمات محاولا عدم النظر اليها حتى لاتفضحه عيونه وهى فى حالة انهيار وعينيها مليئة بالدموع .. كانت تعلم انه يعلم حقيقة مرضها واحست بمايشعر به من مراره وحزن فحاولت ان تخفف عنه فقالت له وهى تبكى وتختبىء داخل احضانه " ابراهيم انا عرفت الحقيقة .. ابراهيم انا مش خايفه من الموت انا خايفه اسيبك تتعذب لوحدك"
فيرد ابراهيم وهو يحتضنها بعنف وكانه يحاول اخفائها بين ضلوعه حتى لاتغيب شمسها عنه " الموت مش هياخدك منى .. مش هسيبك مش هسيبك"
والمشهد الثانى على الشاطىء فتقول فريدة وهى منهكة متعبة "فاكر اليوم ده يا ابراهيم"
يرد عليها وكله الم وحسرة "يوم بيمر كانه ساعه ويوم حيمر كانه سنه وكلها ايام"
ترد عليه وتقول "انت اديتنىى اجمل ايام العمر ..انا عيشت معاك دنيتى اللى بتمناها مش عايزة اكتر من كده .. فى ناس كتير يا ابراهيم عاشوا وماتوا من غير مايعرفوا ايه هو الحب وايه هى السعاده..
وفجاة تداهمها لحظات الموت فتنطق اسمه وهى مذعورة متمسكه بذراعه "ابراهيم " وتخر قواها ليمسك بها ابراهيم وتستلقى على رمال الشاطىء وتقول له :" يوم ماتلاقى الدموع فى عينيك افتكر كل لحظة حلوة عيشناها سوى اوعدنى يا ابراهيم"
فيرد عليها باكيا "هبنيلك قصر عالى .. فترد وهى تتلفظ انفاسها الاخيرة " واخطف نجم الليالى"
وينتهى المشهد بموت فريدة وحزن يمزق ابراهيم وموسيقى تصويرية اكثر من رائعة
لن تستطيع التحكم فى دموعك ايها المشاهد وانت تشاهد تلك المشاعر والاحاسيس الفياضة مهما تكررت مرات المشاهدة
وستتسائل اين نجد مثل هذا الحب ؟؟ وهل بالفعل موجود ام انه مجرد خيال ؟؟
ويشاء القدر ان يكون بين بوسى ونور الشريف مثل هذا الحب فى الواقع ولكن ... مثلما فارقته وهى فريدة فى فيلم حبيبى دائما ... فارقها هو فى الحقيقة تاركا بداخلها الم لاينسى ولايمحيه الزمن ..