الـغـابـة.. !

الـغـابـة.. !

إمرأة تركت زوجها المطرب الشعبي منذ 15 عامًا بسبب معاملته السيئة وتعذيبه لها –على حد قولها- ثم تزوجت ثلاث زيجات عرفيًا وأنجبت طفلًا من كل زيجة، وقامت هذه المرأة بتسجيل هؤلاء الأطفال باسم رجل آخر تزوجته مؤخرًا، بل ولم تكتفِ بنسب أطفال إلى رجل ليس والدهم بل وقامت بمصاحبة امرأة أخرى تعمل بملهى ليلي وتركت زوجها ورحلت بأطفالها لمنزل هذه المرأة.
لم تنتهِ القصة إلى هنا بل كانت هذه مجرد البداية، تركت هذه المرأة الأطفال الثلاثة بمنزل صديقتها وترددت على إحدى الفنادق الكائنة بشارع الهرم، لتعود إليهم في صباح اليوم التالي لتجدهم جثث متفحمة إثر حريق اشتعل نتيجة ترك الأطفال وحدهم في المنزل، إذ تبين أن سبب الحريق اتصال مصدر حراري سريع، ذو لهب مكشوف " عود ثقاب " ببعض المحتويات سهلة الاشتعال بأرضية الحجرة "ملابس ومفروشات" ليحدث الحريق.
لم تحزن المرأة.. لم تفكر في كيفية حدوث هذا لأطفالها وكيفية مواجهتها للحياة بعد وفاة أطفالها فلذات كبدها بسبب إهمالها، بل فكرت في كيفية التخلص منهم فقط.. نعم هذا ما فعلته هذه المرأة بمساعدة صديقتها، إذ قامتا بوضعهم داخل الأكياس والسجادة والتخلي عنهم بإحدى شوارع الجيزة.
لم تكن هذه قصة فيلم هندي بل هذا حل لغز العثور على جثث ثلاثة أطفال متفحمة بإحدى شوارع الجيزة، والذي كان موضوعًا للجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، فهناك الذي رجح أن وراء الحادث عصابة تجارة أعضاء بشرية، وهناك من رأى أن هذه أعمال عصابات خطف الأطفال، ولم يخطر على بال بشر أن من فعل هذا امرأة –للأسف- هي أم لهؤلاء الأطفال. 
أوجعتني هذه الجريمة.. نعم أوجعتني كامرأة كل ما تتمناه من هذه الحياة هو طفل ولكن لم يشاء لها القدر هذا، أوجعتني كأم فقدت ابنها شهيدًا وتتمنى أن تراه لحظة أخرى فقط.
ففي الوقت الذي هناك من تدعو ربها بجبر خاطرها بطفل، هناك من تترك طفلها بل وتتخلص منه وتلقيه في الشوارع جثة متفحمة.. في الوقت الذي هناك من تتمنى أن تصبح أمًا، هناك من تجردت من كل معاني الأمومة وتنازلت عن عباءة الأم.
نعم.. الله -عز وجل- لديه الحكمة في كل شيء، ولكن هذه الجريمة تجعلنا ندرك بكل اليقين أننا أصبحنا في غابة وليست حياة، الأقوى فيها هو من يستمر والضعيف يموت وينهار بل ولم يُسمَع عنه أحيانا، ولكننا رغم كل شيء لن نتحول إلى حيوانات مفترسة، لن نتخلَ عن إنسانيتنا بل سوف نحاول ننقذ ما يمكن إنقاذه.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

فيس بوك

a
;