مذكرات فتاة وجداتها

مذكرات فتاة وجداتها

وفي قداس الآحاد تحضر بتول معها القربان والقربان هو مجموعة من الخبز المصنوع من الدقيق الأبيض يخبزونه الراهبات في الدير وتأتي به بتول إلي الكنيسة وتكون معها ماري دائما كانت متدينة وكثيرة الصلاة الكل يحبها ويحترمها وكان القس بولس عمها رجل ثري ويقبل العطايا والمنح من المصلين وهم يطلبون منه أن يدعي لهم ويستغفر لهم خطاياهم ويقبلون يده وكانت تعجب من هذا النفاق لماذا يفعلون هذا أن الله ينتظر بولس وهو عبد من عباد الله ليتوسط لهم عند الله شيء عجيب والد ماري يعمل نجار وعنده ورشة صغيره وهي ابنته الصغري ولها أخا يدعي بطرس وكان بطرس يعمل مع والداه وابن عمها عماد كان معجب بها ويود الزواج منها وعمها القس يري فيها نعم الفتاه المسيحية المتدينة وبعد فتره تعرفت ماري علي فؤاد في سوق الخضار يعمل سائق حافلة وينقل الخضار والفاكهة من شادر الخضار إلي السوق ويتعامل مع التجار حين رأته أعجبت به وأعجب بها ووقع من يده ما كان بها من جوال وثرثر له التاجر وهو ينظر إليها اقتربت منه وقالت ماذا بك قال لها لاشيء تفلت من بين يدي الجوال قالت وأنت تنظر أليا قال نعم لا لاني لم انتبه قالت لا أصدقك أنا أيضا كنت انظر إليك وذهبت ماري عنه وهي تلتفت وراءها وهو أيضاً ينظر إلي

والده درويش نور يونس عبد النعيم أو ماري جرجس قبل اعتناقها الإسلام وهي فتاه جميله جدا وتعلمت ودرست في مدرسة الراهبات وكان عمها بولس القس الذي له شأن عظيم في مركز بني مزار وكانت عقليه متفتحة وكثيرة الجدال تسأل دائما وتتأمل في الكون وتقول دائما عجيب خصوصاً أنها تجد العديد من الأسئلة التي ليست لها إجابات وكانت صديقتها الراهبة بتول تقول لها هذه هي عقيدتنا وكانت هذه عقليه الراهبة أنها تؤمن بعقيدتها دون أن تسأل وان سألت ولم تقتنع تصمت هكذا تعلمت كلما كبرت ماري تجد الفجوة اتسعت وتتسع وتتسع دون جدوى ياه أحقا يكون المسيح ابن الله وأن الله تزوج العذراء مريم وأنجبا المسيح لا يمكن إن يصدق عقلي هذه السخافات
مدينه المنيا الجميلة بلدي يأتي القطار ويعود في كل يوم في السادسة صباحاً ويحمل في طياته مجموعات من العمال الذين يطلق عليهم إلانفار أو العمال ويحملون معهم في القطار بعض أدوات البناء ويدخنون التبغ ويملئ الدخان القطار وفي نفس الوقت يكون هناك فتيات وفتيان يحملون معهم كتب وأقلام ودفاتر ذاهبون إلي جامعه المنيا عروس الصعيد والفتيات يضعن مناديلا ورقيه علي انفهن حتي لا يستنشقوا رائحة السجائر وكان درويش ينتظر القطار في الصباح وهو يقف في مركز بني مزار حتي يركب به وأحيانا كان القطار يمشي ولا ينتظر درويش ولكن درويش دائما ينتظر القطار درويش عامل بسيط جدا علي باب الله وكان يحمل معه أدوات ميكانيكية بسيطة يعمل ميكانيكي متجول وكل صباح ينزل من القطار ويذهب إلي قهوة الموقف الذي تركن به سيارات الأجرة والميكروباص وكالعادة وجبه الفطار عبارة عن فول وطعميه ككل المصريين البسطاء ويدخن بعد ذلك سيجارة ويذهب هنا وهناك من موقف إلي أخر ومن شخص إلي أخر حتي يرجع بقوت يومه وهذا لم يكن حاله بمفرده فهو حال العديد من المصريين البسطاء الذين لا يملكون إلا صنعه أو حرفه ويوم في شغل ويومين مفيش ولم يكن لدرويش أسره فهو لم يتزوج وكان يعشق فرحه بنت الجيران ولم يتزوجها ودائما كانت تأتي له في المنام وحتي في أحلام اليقظة
مذكرات فتاه وجداتها تربيت مع جدتي منذ طفولتي وكانت جدتي لأبي حنون وجميله جدآ وقصت لي حكاية لن أنساها أبد الدهر عن جدها لأمها الذي كان يعمل شيخا وكان رجل فاضلا وشيخا جليل وقالت لي أنه ورث المشيخة من أجداده حيث كان العلم يورث مثلما كان كل شيء يورث وفي ذات يوم كان يحكم البلدة التي يسكن فيها رجل تركي أحمر البشرة يمشي بحصانة العربي الأصيل في أرجاء البلدة وذهب له وقال له بلكنته التركية وأمره أن يحضر له جارته الجميلة التي تسكن في نفس الشارع وان لم يحضرها سيقتله سكت جدي ولم يتحدث وظل يصلي في جوف الليل ويدعي ربه وهو يبكي ويقول ماذا أفعل الأمر أمر الله يفعل ما يريد وفي اليوم التالي في الصباح ذهب الرجل التركي وهو يركب حصانه فوقع علي الأرض ومات وحينئذ علمت قسوة السلطة وقهر الاستعمار والطغيان

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;