وفي قرية صغيره في مركز ديروط في أسيوط عاش فؤاد في منزل صغير مع والده الفلاح البسيط وأمه وكانوا يمتلكون بقره وقطعه من الأرض صغيرة تحيط بالمنزل ويقوم الوالد في الصباح لزرع الأرض وريها وآلام تطحن القمح وتخبزه وتحلب البقرة وفؤاد وعثمان وعبد الحميد يساعدنا والداهما في الحقل حتي أتي يوماً ذهب شيخ البلد الي والد فؤاد وقال له أن الأرض التي هو يقيم عليها في زمام أرضه وهو يريدها وتشبث به وكاد ينزعه ملابسه حتي ضربه علي رأسه سقط شيخ البلد قتيل واتي ابنه الوحيد وقتله وبدء الثأر خافت الأم من قتل أبنائها أخذتهم في الليل واتوا جميعاً الي قاهره المعز وسكنوا في غرفه صغيرة بالسيدة زينب
وعاش فؤاد ونور حياه قاسية جدا وتركت نور العز والمال وتزوجت من رجل فقير لا يمتلك إلا قوت يومه وبعد أن كانت تعيش في رغد عاشت في ضنك ولكنها كانت سعيدة جداً وهو كان يعيش في حاله من الشقاء الدائم ولكنه اعتاد علي ذلك يقوم في الفجر يصلي الفجر ويذهب الي الشادر ومنها إلي الأسواق ويعود الي المنزل بالمساء ومعه قليل من الطعام والفاكهة التي أهداها أحد التجار إليه وكانت تفرح نور بعودة زوجها وتستقبله بالبسمات وكانت تراه فترات قليله لانشغاله بحثا عن القوت الضروري ولكنه اعتادت علي هذا وأصبحت نور حامل وتستعد يوماً بعد يوم وتحسب أيامها لاستقبال الطفل القادم وفؤاد كان يتذكر مابين الحين والآخر حياته السابقة التي عاشها في أسيوط أقصي الصعيد وأمه ووالدته والبيت المحاط بالحقل وكل حياته السابقة منذ الطفولة فؤاد وعثمان وعبد الحميد
وسأل فؤاد بائعه الخضار أم راضي عن ماري وأخبرته أنها مسيحيه وعمها القس بولس رجل الدين المسيحي الثري جداً وعندئذ أدرك فؤاد أن زواجه من ماري شبه مستحيل ولم يحاول ان يراها وكانت تتردد علي السوق وتسأل عنه أم راضى وتخبرها انه لم يحضر من فتره فملت ولم تعد تحضر واشتاق اليها وذهب وسأل عنها نفس البائعة حتي أتي يوماً بالصدفة بعد فتره وجودها وتحدث معها وقالت له أن اسمها ماري وقال لها وانا فؤاد وعلم منها أنها تريد ان تعتنق الإسلام وان دينها عقيدته غريبه وأنها غير مقتنعة بها حينها علم فؤاد أن ماري هي زوجته التي يتمناها منذ نعومة اظافره واتفق معها أن يتحدث مع الشيخ الجليل يونس عبد النعيم ليشهر إسلامها ويتزوجا سوياً وحدث بالفعل وأخبر السيد يونس عبد النعيم الذي رحب بها وأعطاهما حجره بها مطبخ وحمام ولكنها لم تكن جاهزة للمعيشة ولم يكن بها أثاث منزلي وبالفعل أعلنت ماري إسلامها وتزوجت من فؤاد وأصيب عمها القس بسكتة قلبيه عندما علم بهذا وكانت نور اول فتاه تشهر إسلامها في مركز بني مزار والأغرب من هذا أن عمها قس والأمر لم يكن عاديا آثار الجدل خصوصاً أنها كانت مسيحيه متدينه وتجلس مع الراهبات في الدير لوقت طويل وتصلي كثير وتحضر القداس دائما وتتناول وتعترف وقبلت أن تعيش في حجره بلا أثاث أو إضاءة تضيء بلمبة زجاجية بها فتيل من الخيوط والأثاث سجادة حمراء ومخدتان الأولي كبيره وطويلة والثانية صغيره ومطرزه والمطبخ به أواني نحاسيه ووبور به مشعل وابره لتسليك الوابور وعندما ينسد الغاز الحراري به تقوم بتسليكه ووجهها ينصاع من عفاره الأسود فتنظف وجهها في الحمام الضيق الذي لا يوجد به إلا صابونه غسيل حمضي بنيه اللون وكانت تملك دولاب صغير به جلبابين لزوجها وغيارين وهي لابس لنوم ببنبي والآخر اسود وتملك مرآة صغيره وقلم كحل وقلم روج وجلبابين مزركشين بالأخضر والبرتقالي وكان يأتي زوجها بالطعام عند كل مساء ويذهب بعد صلاه الفجر