ما زال ثالوث الغدر والخيانة يعيث فى الأرض فسادا، ويسجل فى دفتر أحوال الحياة أن الله سبحانه وتعالى العليم بخلقه وبنفوس البشر الشريرة والطيبة فى آن واحد، وأنه سبحانه وتعالى لم يخلقنا عبثا، كما أنه لم يحذرنا من العبث بالنفوس فنزهق روحها بالخسة والغدر والخيانة، وأن عقاب ذلك عنده لشديد.

فالثالوث الشهير المكون من الزوجة والزوج والعشيق سيبقى هو الأشهر فى عالم الجريمة، وستظل الخيانة هى الدافع الأخطر والأشهر فى ساحات المحاكم والسجون، بعض الجرائم ترتكب ولا يكشفها أحد، وتترك لحساب الله، والكثير من الجرائم يصلنا خبرها لتكون عبرة لمن يعتبر، ونرى عظتها ماثلة أمام أعيننا لعل وعسى، يتعظ بنى الإنسان ويتراجع ثالوث الخيانة ولو قيد أنملة.

فهذه الجريمة خطط لها بإتقان زائد وحرص شديد، فالمتهم الأول صديق المجني عليه تعرف على المتهمة الثانية،لعب الشيطان برأسيهما وارتبطا بعلاقة آثمة، وانتهت تفاصيل الخطة على التخلص من الزوج حتي يخلو لهما الجو.

نجحت أجهزة الامن بكفر الشيخ، في كشف غموض العثور على جثة مبيض محارة ملقاة علي ظهرها بمصرف خاص بأرض زراعية بالقرب من منزله بقرية "أريمون" – دائرة مركز كفر الشيخ، حيث تبين ان مرتكب الواقعة زوجة المجني عليها وعشيقها، ليخلو لهما الجو ليعيشا سويًا بعيدًا عن إزعاج زوجها.

وكان اللواء أحمد صالح، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن كفر الشيخ،قد تلقى إخطارًا من العميد محمد عمار،مدير إدارة البحث الجنائي ، يفيد بتلقيه بلاغًا من مركز شرطة كفر الشيخ بالعثور على جثة لشاب في نهاية العقد الثاني من العمر، مقتولًا وملقاة في أرض زراعية بالقرب من قرية "أريمون" التابعة لدائرة المركز.

وبفحص الجثة تبين أنها لشاب يدعي "أحمد صبري علي الشامي" ، 27 سنة، مبيض محارة،ومقيم بناحية عزبة البحيري التابعة لقرية أريمون - دائرة المركز،ملقاة علي مصرف خاص بأرض زراعية بالقرب من منزله،وبها إصابة عبارة عن طعن بمنتصف الظهر من أعلي ومستقر بها نصل معدني "سكين" ، أحدث إصابته التي تسببت في وفاته، وتم نقل الجثة لمشرحة مستشفي كفر الشيخ العام.

وبسؤال والده ويدعي "ص.ع.ا" 58 سنة،موظف بالوحدة المحلية لقرية أريمون،قرر أن الجثة لنجله،مضيفًا أنه متغيب منذ مساء أمس،ولم يحرر محضر بغيابه،ولم يتهم أحد بالتسبب في وفاته.

وتم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عمار، مدير البحث الجنائي بالمديرية، وبرئاسة العميد محمد عبد الوهابـ،رئيس المباحث الجنائية،والرائد رامي عبد الصمد، رئيس مباحث مركز كفر الشيخ،ومعاونوه، لكشف ملابسات الحادث وضبط مرتكبي الواقعة.

حيث أسفرت جهود فريق البحث إلى أن مرتكب الواقعة صديق المجني عليه المدعو "محمد.ا.ع.ا"، 24 سنة، مبيض محارة، ومقيم بعزبة البحيري التابعة لقرية أريمون دائرة مركز كفر الشيخ،وزجة المجني عليه المدعوة "ضحي.ا.ع.س" 25 سنة،ربة منزل،ومقيمة بذات العنوان.

كشف تحريات فريق البحث أن علاقة عاطفية آثمة نشبت بين الزوجة وبين عشيقها،تطورت بينهما العلاقة حتى وصلت إلى الخروج سويا خارج المنزل مرات عديدة، بالإضافة إلى تردده على شقتها خلال الفترات التى يغيب فيها الزوج للعمل بمهنة "مبيض محارة."

أضافت التحريات أن الزوجة أعدت خطة الخلاص من زوجها بالاتفاق مع عشيقها من خلال مكالمة تليفونية حتى يخلو لهما الجو من أجل الزواج، فقام العشيق باستدراج الزوج "المجني عليه" إلى أطراف القرية بحجة إعطاؤه "كارت ميموري" خاص بزوجته، وبعد وصول الزوج إلى المكان غافله المتهم وتعدي عليه بالضرب من الخلف بإداة حادة "سكين" كان يخفيها محدثًا إصابته التى أودت بحياته ،وقام بالقاء جثته في مكان العثور علي الجثة.

وأشارت التحريات إلي أن العاشق بعد إرتكابه الجريمة قابل الزوجة وأخبرها بنجاح مهمته والخلاص من الكابوس الجاسم على قلبها.
عقب تقنين الإجراءات،تم إلقاء القبض على الزوجة الخائنة وعشيقها واعترفا بارتباطهما بعلاقة عاطفية آثمة،وأنهما عقدا العزم وبيتا النية علي قتل الزوج حتي يخلو لهما الجو،واعترفا بارتكابهما الجريمة،وأرشد المتهم عن السكين المُستخدم.

تحرر المحضر 7965 إداري مركز كفر الشيخ لسنة 2018، وجاري العرض على النيابة المختصة للتحقيق.