صلابة مواقف تبديد مخاوف مرجع الامة وزعيم الطائفة بل هو امة (ان ابراهيم كان امة) هدوء البحر ورشحات نسيم الصبا وبياض حبات البَرَد تحكي مجتمعة بلسان الايام العصيبة راوية مجدٍ اثيلٍ له قلب يسع الكل واكف تحتضن الدنيا وتمسح عنها العنت وتجبر كسر خواطر السنين الخوالي له نظرة وادعة نظرة الوليد يوزعها بين ابويه كحزمات اشعة شمس تتخلل شقوق الكهوف تنير ظلمة وتدفع عتمة وتصلح ما افسده الليل وله بسمة تنبي عن اطمينان وامان اكبر من بعضهما جبل يقبع صوب الوادي في ارض السلام ظهر الكوفة هناك في بيت لا يملكه هو واسرته ومنه ينبثق النور فيعم على الدنيا السرور ويطربها الحبور رجل تسعينيٌ له هيبة المؤمنين على قسمات وجهه سيماء الصالحين اوضح ما فيه صمته الذي تنبلج منه الحكمة فتبهر عقول المتأملين والمفكرين الذين احتبستهم الافكار فهم لنتاجها نظار ويفصح عن ورع ليس له مثيل في عالم اليوم حيث المادة والشهوات والميول والنزوات وكما رأينا عيانا في فترة معينة كيف يدفع بجموع المحبين والموالين الى التمسك بالجادة الوسطى من خلال دعوته بسلوكه وعمله الذي لم يبد منه ما ينم عن الشطط والزيغ او البعد عن درب العشق الالهي لن بنسى التاريخ يده البيضاء التى لوحت ونشرت فتوى الجهاد ضد اعداء الانسانية فايقظ النوّم ودفع لئواء البرابرة الاعراب الذين ارادوا لدين الله طمسا طمسا ولاهل العراق ذبحا ذبحا وكانت الغلبة للمؤمنين وفوز للشهداء الغالبين عند ابي الفضل ع ضيوف وعند سيد الشهداء الحسين ع حلت بدمائهم بركات الله على حرم العراق وشيد مجده بجماجم شهدائه تلحمها دمعة ارملة حفاها قهر العوز وحسرة يتيم ينظر من اقرانه ممن يلاعب كف ابيه بلطف وقبل الفتوى سجل له الزمان موقفا حينما نشبت الحرب الطائفية فتنة شاب لها الصغير وهرم عليها الكبير لم تكد تنطفأ نارها ويشب اوارها تأكل الاخضر واليابس فاعلنوها عملاء الغرب وخدمة الدولار الخليجي من خونة الملح والزاد فباعوا وطنهم ورموه في جب من التناحر ليس له قرار رشاءه الاخطف ودلوه الذبح على الهوية ورواءه التهجير والتهديد كلها هددت الامن المجتمعي فهاجر اهل السنة الى مناطق يسمونها سنية وهاجر الشيعة الى مناطق شيعية وتراص كل ٌ قبالة بعض يتخذه عدوا يريد ان ينهش لحمه ويدق عظمه ويرتوي ويلغ بدمه حتى كاد انسانهم يشابه الضواري والعسلان وصار الكل يشحذ مخلبه ويحد نابه ليأكل لحم ابن جلدته العراقي بالعراقي سني وشيعي كلهم العراق عندها اطلق الحاج (ابو محمد رضا) كلمته حينما وصفوا له الحال و ما في البلد من فتن و اقتتال وما بين ابناء الوطن من الجدال وقالوا له( انهم اخواننا السنة) فاسكت متكلمهم وقال له:(لا تقولوا اخواننا السنة بل هم انفسنا)فاطلقها (يا نار كوني بردا وسلما) على العراقيين جميعا فاخمد بكلمته نارا اعدت لاحراق البلاد وهلكة العباد وحطم لوحا اعد لصلب ابناء شعب واحد تعايشوا منذ الازل شركاء في هذا الوطن بل اهله لا يعرفون التمييز ولا التفاضل وانما دم واحد لونه قان وحقنت بفضل كلمته الاوحدية دماء الابرياء ... فأي عقل هذا واية حكمة تلك...لله درك ابا محمد ولم تغب عن مخيلتي تلك الايام الخوالي حينما كنا نزوره ايام الدراسة الاكاديمية حيث يستقبل الوافدين بطلاقة وجه وطيب الكلمات وحينما اطلب منه دعاءا ينطق بكلمات تخرق الحجب لها صدى في الروح يمزجها بذكر الله (اللهم وفقه اللهم اقضي حوائجه اللهم بارك فيه) رافعا يديه الى السماء وكأنه في خلوته مع ربه رغم اكتظاظ المكان بالناس . كان الشيبة المباركة التي اشرقت بصبحها علينا بالسلام ونشرته على ربوع بلدنا الجريح كان الدهان لجرح الوطن والبرء لدائه لم تُنقَل منه كلمة واحدة تغيظ احدا ابدا ابدا كان مبارك اينما حل واقام ... بيته مثابة للناس وحينما رأى من المسؤول تخبطا في تحمل المسؤولية وبخه واغلق بوجه بابه ولم يبدا له وجها سمحا وظل على موقفه من كل الفاشلين يحاول ان يصلح شانهم ويرجعهم عن غيهم وتماديهم في باطلهم لينظروا بعين الرحمة الى شعب مسكين ارهقته الازمات وطول النكبات والملمات والى الان على موقفه ثبات ولن يرضى حتى يعودوا...... لا يبتغي بذلك الا وجه الله تعالى خالي الوفاض من كل بهارج الدنيا وزخارفها وطولها وعرضها ولم ينافس عليها يوما او يطلبها او يدعو لنفسه امنيته ان يحصل على مقدار يسع جسده النحيل بين ثنايا ارض وادي السلام قبرا صغيرا بجانب جده امام العدل وسيف الحق امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وما يحكى عن العيد فوجود ابي محمد رضا بين ظهرانينا هو العيد واسمه في سماء الوطن هو الهلال نتمنى له عمرا مديد ومزيدا من التسديد ولا تثريب عليّ ان قلت ان السيستاني عيد العيد .