روي في التاريخ ان احدهم كان يصلي خلف الامام علي ع وأذا جاء وقت الطعام يأكل مع معاوية وفي وقت اشتداد الحرب يلجأ الى الجبل لما سألوه قال:
الصلاة خلف علي اتم
والطعام مع معاوية ادسم
والصعود الى الجبل اسلم
لا يخفى على اهل العراق منذ غابر الانسان ان السياسة فيها اسلوب يسمى المناورة واولوية المصلحة الخاصة سواء للافراد او الاحزاب فمنذ ان اسقطت امريكا قطعة الدومينو الخاصة بها المتمثلة بصدام وكان امر غير متوقع بقي البلد يغلي على مرجل لا يعرف طعم الاستقرار فتجد اهل السياسة تصرفاتهم خبط عشواء
يتجاذبون ويتنافرون يتقاربون ويتباعدون والشعب متفاعل معهم على البعد سلبا وايجابا تتقاتل الناس وتتلاعن ويحدث شروخ بالمجتمع يذهب ضحيتها الانسان ثم يظهر فيما بعد ان اهل السياسة على غير ما هم عليه فيدخل الناس في دوامة الذهول الناتج من حيرة تناقض المواقف التي يتبناها هؤلاء فتجد سياسيا يقاطع واخر يطلب العون من الخارج وثالث يندد بابناء جلدته ليستعطف الدول الصديقة ومن لها مصالح في امتصاص دماء شعب العراق وتجد اخرون يحولون مسارات الخطاب ثم يعود الى مساره شانه شأن البقية
الكل يريد الحكم ويريد السلطة ويعتبر جهته او نفسه هو النموذج الاكمل لقيادة المرحلة وتقريبا كل التيارات التي جاءت تركت بصمة سيئة في تاريخ البلد ولدت انطباعا سوداويا عنها لدى اغلبية الشعب المحروم
ففي فترة احدهم اهينت المقدسات وضربت المراقد كما يُصنع في زمن المقبور
وفي فترة ثاني ارتفعت اسعار الوقود
وصعب اقتلاعه من رئاسة الوزراء الا بشق الانفس
وفيما بعد ضاعت ثلاث محافظات ونهب البلد
بصفقات فاسدة
وتم تصدير الكهرباء في عام2013
حيث يقول اصدقهم
يرافق كل هذه المراحل الفساد المنظم والنهب لثروات البلاد من قبل فئات معينة كونت ارصدة ضخمة بفترات قياسية محددة
وجاء اخرهم لا يخفى انه افضل بقليل لكنه افلت من يده اكبر فرصة تاريخية اذ حظي بتفويض الشعب وتأييده في ضرب المفسدين وسراق المال العام لكنه للاسف اكتفى بترديد كلمات الوعيد الخجولة :سنحارب الفساد
سنضرب بيد حديد سوف وسوف
تسويف بلا اثر لفعل
وسرطان الجريمة ينخر جسد المجتمع والفقر والاهمال المتعمد واللامبالاة بحقوق الانسان
ومع كل ذلك والشعب المغلوب الذي ليس له ناصر الا الله يتأمل خيرا وينتظر منهم ان يثوبوا الى رشدهم ويرحموه من وخز ابرهم التي كادت ان تجهز عليه والمغروزة فيه بعمق ابار نفطه وجاءت الانتخابات الاخيرة فازاحت الكثير من الغمام عن المشهد السياسي
ونشط البعض في التظاهر ادعاءا منهم بتزوير النتائج ثم احترقت الاصوات بفعل فاعل من تماس كهربائي او شخص ذو خبرة ثم اجتمع الفرقاء وما كادوا يفعلون والاعناق مشرأبة لهم حتى لقد تغيرت بسبب هذي التغيرات كثيرا من المفاهيم واصبح المتهم مدان حتى تثبت براءته
ومتى اثبت المسؤول في العراق براءته فللعراقيين ان يحسنوا به الظن ويغيروا نظرتهم الى مستقبل مشرق
يحظى فيه الجيل بضمانات حقيقة في العيش الكريم
وتمثل روح المواطنة جراء ذلك في السلوك الحسن النابع من الشعور بالانتماء لهذا التراب دافعا لهم الى العمل من اجل رفعة شأن هذا الوطن المسكين ..