حكيم ليس طبيبا ولكنه رجل يدعى حكيم رب أسرة صغيرة تتكون من زوجته رجاء ...إبنته آمال....إبنه رباح عائلة من أسماؤهم تجد فيهم صفات جميلة فى حياتهم نتمنى جميعا أن نتحلى بها فمن بداية الاب إلى اصغر فرد فى العائلة الإبن الصغير. فتجد فيهم الحكمه من اسم الاب الرجاء من إسم الام الأمل فى الحياة من اسم الإبنه الربح من إسم الإبن أولا الأب؛؛ حكيم ده إسم الأب وفعلا كان حكيما فى كل تصرفاته مع زوجتة وأولاده حتى فى عمله وفى تأدية واجبه بكل امانه وبكل ضمير وبكل استحسان مع المحيطين به كان يثق فى كل من حوله وهم ايضا يثقون به ويبادلونه نفس المشاعر الطيبة الجميع يستمتع بلقائه معهم وبكلامه الحكيم ووعوده التى لا يخذلهم فيها فكان صاحب كلمه عندما يقولها كان ينفذها فى الحال وأن لم يستطع كان يصمت عن الكلام فالكلمة بالنسبه له شرف وكيان فكان دائما يقولها لكل محتاج ولكل ضعيف كان يقول لهم دائما وقت الحاجه لاتترددوا وأنا سأكون معكم بكل قدراتى حتى أوفر لكم إحتياجاتكم وإذا أصابكم مكروها فأنا سأكون معكم وبجواركم لا تقلقوا فلقد سخرنى الله لمساعدة الجميع وكلى حافز وعزيمة لذلك . حكيم بعد كل موقف وكل حدث وكل دور بطولى يقوم به كان يجتمع بعائلته ويحكى لهم وكان أكثرهم اهتماما بكلامه كان إبنه رباح الذى كان دائما يفتخر بوالده كمثل أعلى له ففي يوم من الأيام وهو يحكى حكيم عن مغامراته مع الجميع قام ابنه رباح بسؤاله أبى هل ما ستقوم به من اعمال الخير والوقوف بجوار الاخرين فى محنتهم ستفعله معى عند الأزمات بنفس الحافز الذى تشعر به الآن؟؟ رد عليه حكيم وقال له يابنى انا صاحب كلمة شرف وأوعدك بأننى لن أتخلى عنك أبدا فى أى ازمة فاطمئن دائما فمهما حدث حولك لابد أن تكون على ثقة بأننى بجوارك حتى ولو كنت بعيدا عنك فسوف أصل الى المكان الذى تتواجد فيه مهما كانت الصعوبات فركز رباح لحديث والده وثبت هذا الحديث ببال رباح حتى لا ينساه. ثانيا؛؛ الزوجة هنترك حكيم وابنه رباااح وسننتقل إلى الزوجة رجاء. فى سطور بسيطة نوصف فيها رجاء فهى سيدة مخلصة لزوجها ولأولادها عندها مسؤلية كبيرة فى تربية الاولاد وتوفير الجو المناسب لزوجها حكيم كانت رجاء دائما تجلس معهم وتشاركهم الحديث بأفكار جديدة وكانوا يحترمون رأيها رجاء كانت كل حاجه جميلة فى حياة حكيم لدرجة أنه أحس بأن الرجاء الذى كان يطلبه من الله سبحانه وتعالى حققه له ورزقه برجاء زوجتة فكانت دائما تشجعه على كل اعمال الخير مع أولاده والاخريين وكانت دائما توصى ابنائها بالتركيز والاهتمام لحديث والدهم فكان لرجاء دور كبير وجميل فى نشأ هذه العائلة على الفضيلة والشرف. ثالثا؛ الإبنه؛ آمال آمال الابنه الوحيد والكبيرة لحكيم ورجاء وهم يأملون فيها الخير لجمالها النقى ليس فى الظاهر فقط وانما الداخلى من قيم ومبادئ واخلاق وإلتزام تفوقت فى دراستها كانت عندما يراها الاب حكيم يشعر بارتياح وكله أمل بأن امال سوف تكون لها شأن عظيم فى المستقبل فكانت قريبة من والديها وكانت حسن الطاعة والالتزام بكل أوامرهم حيث انها كانت على ثقه كبيرة جدا فى والديها. رابعا؛ الإبن فهو أصغر عضو فى العائلة وهو فى المرحلة الابتدائيه وكان قريبا جدااا من والده ومن كثرة حبه والتزامه وتقاربه لوالده شعر الاب بان الله سبحانه وتعالى قد وهبه ربحا كبيرا فى حياته وهو ابنه رباح فكان بالنسبه للاب الشجرة التى زرعها الاب بمنزله حتى تكبر وتظلل على المنزل كاملا انه الابن رباح ... إنتهينا من وصف كل افراد ابطال قصتنا اليوم ومن هنا نبدأ الحكاية فهى بين إثنين فقط من العائلة هم ابطال القصة حكيم ورباح الاب والإبن الصغير وتذكروا دائما بأن العلاقة بين الاب حكيم والابن رباح هى كلمة شرف التى ظلت عالقة بأعناق رباح . رباح كان يدرس بمدرسة تتكون من أربعة طوابق وكان الفصل الذى يدرس فيه رباح بالطابق الرابع آخر دور بالمدرسة مع العلم بأن هذا المبنى كان ليس لدية أساس فالبتالى كان ضعيف البنيه حكيم كان دائما يزور ابنه رباح بالمدرسة يوميا حتى لايشعر رباح بفقدان الاب وان يظل على العهد اللى بينه وبين إبنه على أن يكون دائما بجانبه وبجواره تعلم رباح من والده الشهامه والجدعنه والوقوف مع زملائه وقت الازمات بالرغم من صغر سنه واعاد هذا الشيئ على رباح بالايجابية حتى شعر بالثقة بالنفس برغم صغر سنه وتعلم من والده اهم درس فى حياته هو (كلمة شرف) وأن الكلام لا يخرج من لسانه إلا إذا كان مطمئنا ومتأكدا من تنفيذه فكان شعار رباح أن الكلمة شرفا عظيما لابد أن يتحلى بها مثل والده المثل الأعلى له وفى يوم من الأيام حدث زلزال كبير هز المنطقة بالكامل ودمر مبانى ومؤسسات كثيرة وراح بسببه أرواح كثيرة وكان من ضمن الاشياء التى تم تدميرها بسبب الزلزال المبنى التى تتواجد به المدرسة التى يتعلم ويدرس بها ابنه رباح ثم وصل الخبر إلى حكيم الأب وأستقبله بنوبة بكاء وانهيار رهيب عندما علم بأن المبنى بالكامل قد إنهار ترك زوجته رجاء وإبنته آمال في البيت بعدما تاكد من سلامتهم و خرج يجري الى المدرسة التي يتواجد فيها رباح إبنه لكي يرى ماجرى له .. ووصل ووجد المدرسة كلأنقاض .. فاخذ حكيم الصدمة العنيفة بهيستريا و صراخ و سقط على ركبتيه و هو يلطم على خده عندما تخيل مصير ابنه .. فجأة قام حكيم و تذكر إنه دائماً كان يعد ابنه رباح و هو يعلمه ويجلس معه ويتحدث إليه وأيضا عندما كان يعد لإمتحان او عندما يواجه اى ازمات صعبه فتذكر حكيم جملته لابنه رباح .. ( مهما كان الأمر ؛ سأكون دائماً بجوارك لأشجعك ) .. ثم نظر حكيم على الأنقاض وهو فى حالة زهول رهيبه مما حدث وهرول ناحية الأنقاض .. ثم جلس حكيم يحسب بالتقريب الفصل الذي كان يدرس فيه ابنه رباح وتذكر إنه كان في الجزء الخلفي من المبنى ناحية اليمين .. راح ناحية الحطام هناك ..وبدأ بإيده العارية و بدون أدوات بدء يحفر فيه و يزيل الأنقاض وكله أمل أن يجد حل للوصول لإبنه وهو يشعر بأن إبنه ما زال حيا الموضوع صعب ومن المستحيل بالعقل و المنطق أن اى شخص يرى هذه الكارثة ويصدق أن من الممكن يطلع من تحت الانقاض أحياء وبعد لحظات جاء أبوين اخرين يبحثان عن اطفالهم ايضا فعندما شاهدوا حكيم يحفر بايديه بين الانقاض فصعب عليهم وتوجهوا نحوه وحاولا ان يجراه وهما يبكيان و قالو له : ( لقد فات الأوان ؛ لقد ماتوا جميعاً ، لا فائدة مما تفعله ، فقد ماتوا ) .. خلص حكيم يده من ايديهم بالقوه و ركض مره اخرى الى مكان الأنقاض و نظر اليهم ثم قال لهم هل ستساعدوننى فلدى إحساس بأنهم مازالو أحياء نظروا إليه أهالى الاطفال باستغراب وحزن وهم ايضا بداخلهم ما يكفيهم ثم تركوه وقالوا عنه انه اصابه الجنون بسبب الحادث وطبعاً لأن كل واحد فيه من الحزن ما فيه ولكن حكيم لا يهتم بكلام هؤلاء له وهو لديه امل واحساس بانه سيجد إبنه فأستمر فى نزع الأحجار حجر حجر .. ثم جاءت رجال الانقاذ لتأمين المنطقة وشاهدوا حكيم وسألوه ماذا تفعل فقال لهم لدى احساس بان رباح ابنى موجود هنا تاثروا من منظر الاب وأمسكوه و حاولوا ابعاده عن ما يعمل و قالوا له أنت في خطر حقيقي فرجاءاً عُد إلى منزلك حكيم خلص نفسه من رجال الانقاذ وقال لهم لن اترك هذا المكان الا وابنى معى وجلس على الأرض مرة ثانية وبدأ يخلى بيديه فى الأنقاض ثم قال لهم هل ستساعدونني حتى اصل الى ابنى رجال الانقاذ يأسوا منه وتركوه للقيام باعمال اخرى فى نفس المنطقة (حكيم)وهو فى عز تركيزة فى رفع الانقاض باله وفكره مشغول بالحاجة الوحيدة التي كان قد وعد ابنه (رباح) بها الا وهى وعده لـه بأنه سوف يكون بجواره وقت الازمات وأستمر حكيم يحفر ويخلى بيديه فى الانقاض وبالرغم من الاصابات التى حدثت بايديه الا انه لن يشعر بأى ألم بها ولكن الالم الوحيد هو احساسه بما حدث لابنه رباح استمر ساعات وساعات إلى أن وصل لحجر كبير فقام بنزع الحجر بصعوبة ثم ظهر تجويف عميق امامه وصرخ بـ علو صوته بإسم إبنه : ( ربااااح ) (رباااح ) وهنا المفاجأة فقد اتاه رد من إبنه بصوته بدون ان يراه : ( أنا هنا يا أبي فلا تقلق لقد أخبرت زملائي أنك ستأتي لأنك وعدتني مهما كان الأمر صعبا ستكون دائماً بجوارى و ها قد فعلت يا أبى بوعدك لي ) . حكيم لن يصدق نفسه وهو فى حالة هيسترية رهيبه فمد يده و هو بيرفع الأحجار بقوه و يزيلها بـ حماس مضاعف ( هيا يا رباح أخرج من هنا هيا ) فرد عليه رباح لا يا أبي دع زملائي يخرجون أولاً ؛ لأني أعرف أنك ستخرجني مهما كان الأمر ؛ فأنت علمتنى ان اساعد واقف بجوار الآخريين فى كل الازمات لأننى أعلم جيدا بأنك ستكون دائماً بجوارى من أجلي ) وانقذ حكيم ابنه ربااح وزملاءه من تحت الانقاض وأثبت حكيم امام نفسه بحقيقة احساسه بأن ابنه مازال حى كان صادق واثبت أيضا أمام ابنه بأن وعده له صادق وكلمته شرف فكان درسا عميقا وكبيرا ليتعلم منه الجميع بأن الكلمة شرف وأن الوعد شرف وان كلمة أنا معاك و مش هسيبك شرف وأن كلمة هعمل كذا أوكذا شرف فالوعد كلمة ؛ و الكلمة شرف ... هذا مانريد ان يتعلمه أبناءنا