أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول، سعى فرنسا لإقامة حوار بين مسار أستانة (روسيا-تركيا-إيران) والمجموعة المصغرة التى تضم بجانب فرنسا؛ الولايات المتحدة والمملكة المتحدةً والسعودية والأردن بهدف بناء التوافق بما يسمح بإيجاد حل سياسى للازمة السورية.
و ذكرت المتحدثة باتفاق الرئيسين الفرنسى ايمانويل ماكرون و الروسى فلاديمير بوتين خلال لقائهما الأخير بسان بطرسبرج على وضع ألية تنسيق ثنائية وصولا الى أجندة مناقشات موازية و لكن مشتركة بين المجموعة المصغرة و مسار استانة. و أضافت ان بلادها تواصل نقاشاتها مع روسيا و الشركاء بالمجموعة المصغرة حول التنفيذ العملى لهذه الألية و الموضوعات الملموسة التى ستحملها.
و على جانب اخر، اختتمت اليوم فى باريس اجتماعات الهيئات الإدارية لصندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا الذى يسهم فى تلبية احتياجات السكان الحرجة التى تشمل الأمن الغذائى والمياه والصرف الصحى وإدارة النفايات والخدمات الصحية والكهرباء والزراعة والتعليم، وفى تعزيز الحوكمة التى تتحلى بالمصداقية والبديلة عن نظام دمشق، وذلك من خلال تمويل مشاريع لإرساء الاستقرار فى المناطق الخارجة عن سيطرة نظام دمشق وفى الأراضى المُحررة من قبضة تنظيم داعش. وقدمت فرنسا تمويلات إلى صندوق الائتمان لإعادة إعمار سورية بقيمة 20 مليون يورو منذ عام 2014.
و كانت فرنسا إبّان مؤتمر بروكسل 2 بشأن مستقبل سوريا والمنطقة الذى عُقد فى 25 أبريل الماضي، أكّدت دعمها الثابت للشعب السورى وللبلدان التى تحشد جهودها من أجل استقبال اللاجئين، من خلال الإعلان عن منح أكثر من مليار يورو للفترة الممتدة بين عامى 2018 و2020 على هيئة هبات بقيمة 250 مليون يورو وقروض بقيمة 850 مليون يورو.
وتظهر فرنسا من خلال هذه الأنشطة عزمها على الوقوف إلى جانب جميع السكان السوريين. وتنطوى الجهود الفرنسية أيضًا على توفير سبل التوصّل إلى حلّ سياسى للصراع، فهو الحلّ الوحيد الكفيل فى إحلال السلام الدائم فى سوريا، وفق ما نصّ عليه القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.