يروي أن سيدنا نوحاً عليه السلام لما جاء الطوفان وركب سفينة النجاة وطاف الأرض، كلما مر على بلدة خرجت إليه الملائكة الذين يتولون حراستها فيسلمون عليه ويلقون عليه السلام.
ولما مر على مصر لم يخرج إليه أحد فتعجب سيدنا نوح من ذلك(!)فنزل عليه الوحي من الله تعالى لا تعجب يا نبي الله فإن كل بلد جعلت له ملائكة تتولي حراسته إلا مصر فإني توليت حراستها بنفسي.
ولما انتهى الطوفان واستقرت سفينة نوح عليه السلام على الأرض، قال له حفيده مصرايم: لقد آمنت بك يا جدي ولم يؤمن بك أبي فادع لي دعوة أسعد بها.
فقال نبي الله: اللهم إنه أمن بي فأسكنه الأرض المباركة التي هي أم البلاد وغوث العباد والتي نهرها أفضل أنهار الدنيا.
فكانت مصر التي سميت باسم حفيد سيدنا نوح مصرايم ابن حام ابن نوح.
فمصر ِكنانة الله في أرضه من أرادها بسوء قصمه الله.
مصر التي كرمها الله سبحانه وتعالي في كل كتبه السماوية وذكرها أكثر من 25 مرة في كتابه العزيز مابين كناية وتصريح.
مصر التي تعهد الله بحفظها وعنايتها ورعايتها وقال: (ادخلوا مصر إن شاء اللة آمنين) فمن ذا الذي يظن أنه يستطيع إرهابها أو تدميرها أو شق صفها فهو شقي يشكك في وعد الله يحارب الإله ويتحدي إرادته(!).
من الذي توهم أنه يستطيع هزيمة شعب انتصر علي كل مستعمريه أين الهكسوس أين الفرس والرومان أين الإغريق أين نابليون وجيش الثورة الفرنسية المهيب أين الإنجليز وإمبراطوريتهم العاتية التي لاتغيب عنها الشمس أين الصهاينة وجيشهم الذي لايقهر ركعوا جميعاً أمام الشعب المصري صاغرين أذلاء يطلبون الصفح والغفران والخروج الآمن فهل يستعصي علي هذا الشعب هزيمة ودحر الإرهاب(!)
شعب أبي أصيل يظهر معدنه الحقيقي وقت الشدائد والأزمات وخاصة عندما يشعر بخطر يحوم حول وطنه فيسارع بتقديم نفسه قرباناً لوطنه ويهب ويجهز أبناءة كمشاريع شهداء فداءاً لوطنه عن طيب خاطر.
شعب يحول الانتخابات لاحتفالات وكرنفالات في الوقت الذي يحارب فيه الإرهاب ويشيع شهداءه فهو مدرك بالفطرة خطورة اللحظة الراهنة، فعندما نظر حوله وجد شعوب الجوار تحولت إلي لاجئين فكان شعاره في الانتخابات الرئاسية أشرف لي أن أقف في طوابير اللجان حتي لاأقف في صفوف اللاجئين.
لم يخرج الشعب المصري لشخص السيسي بقدر ماخرج ليمنح وطنه وجيشه قبلة الحياة وتفويضاً آخر بالقضاء علي الإرهاب ليمنح العالم إكسير الأمن والأمان.
خرج الشعب المصري ليمنح صوته للبناء والتعمير والنهضة والاستقرار.
خرج الشعب المصري ليصفع طيور الظلام ودعاة الرجعية والتخلف والفوضي والهمجية والإرهاب ودعاة المقاطعة علي وجوههم فخرج محتشداً أمام اللجان الانتخابية بالطبل والزمر والزغاريد فهو يشعر أنه في عرس حقيقي ويريد أن يخط بالحبر الفسفوري شهادة وفاة للإرهاب وشهادة ميلاد لمستقبله ومستقبل أولاده وأحفاده ليستكمل طريق الأمان والآمال والإنجازات والطموحات ويجني ثمار غرس الأربع سنوات الماضية ويحصد في الأربع سنوات القادمة خير أكثر من 11 ألف مشروع علي طريق النهضة والعمران، فمن ذا الذي يقدر علي هذا الشعب الأبي وعلي مصر التي لاتحرسها الملائكة بل يحرسها رب العزة سبحانه وتعالي؟...