رحلة علم ... مع الشباب

رحلة علم ... مع الشباب

نحن نعلم جميعا بأن أى رحلة نريد أن نقوم بها لابد لها من تجهيزات وإستعدادات وترتيبات غاية فى الدقة والتركيز حتى تنجح الرحلة التى نريدها مهما كان نوع هذه الرحلة . وتأخذ منا وقت كبير وجهد بدنى وذهنى وعقلى حتى لا ننسى أى شئ يدخل علينا السعادة والبهجة والفرحة على نفوسنا وقلوبنا ونقضى مع الأهل أو الأصدقاء أجمل وأحلى الأوقات والتى لم ولن تنسى على مر الأيام والسنين . 
مع إنها رحلة لمدة يوم أو عدة أيام أو شهر على الأكثر وترجع الأمور كما كانت لسابق عهدها .
فكيف يكون الحال والأحوال عندما ننوى القيام برحلة مختلفة جدا ومميزة من جميع الأوجه والأركان والزوايا ومن كل الإتجاهات .
إنها رحلة تحتاج لترتيبات خاصة جدا وتحتاج جهد غير عادى على الإطلاق ... كما تحتاج لقمة الوعى والإدراك ... وتحتاج للهمة العالية والنشاط ... وتحتاج للدعم النفسى الذاتى ... وتحتاج للعزيمة والإرادة والإصرار ... بل وتحتاج للتحدى والطموح للوصول لأقصى درجات النجاح فى هذه الرحلة .
إنها رحلة الـــعـــلـــم ...
نعم لأن رحلة العلم ليست سهلة ولا بسيطة ودائما وأبدا نجد الصعوبات والعوائق التى تعيق المتعلم أن ينهل من العلم ما يريده ليستفيد منه وبالتالى يفيد به من حوله .
بدأ من أسرته ومن حوله من البيئة المحيطة به . وبالتالى سينعكس ذلك على مجتمعه ويعم الأمر بعد ذلك ليشمل بلده والبلدان المحيطة به .
لذلك ومن خلال العلم الذى حابانى الله عز وجل وخصنى به تحديدا دون سائر البشر . وليس هذا تفاخرا منى معاذ الله أن أكون كذلك وحاشا لله أن أقصد ذلك بأنى أختلف عنكم أو أرتقى عنكم .
وتوضيحا لما قصدته بأن الله سبحانه وتعالى بقدرته وحكمته أعطى كل شخص نعم كثيرة جدا ولكنه أعطى نعمة من هذه النعم لهذا الشخص وقدرة لا توجد مثلها عند أى شخص أخر . 
وكل شخص له نعمة خاصة به وقدرة مختلفة عن الأخر . 
وأختص العلم لمن يحب العلم للعلم وابتغاء مرضات الله . 
وأكررها ((( من يحب العلم للعلم وابتغاء مرضات الله ))) ... ((( وليس العلم من أجل جمع المال ))) .

ثم بعد ذلك خبرتى التى اكتسبتها طوال عمرى الذى تعدى الخمسين ببرهة بسيطة فى تحصيل العلم من كافة مصادره المتنوعة . 
وأتمهل جدا فى السير لبناء صرح علمى قوى له أساس متين وقواعد محكمة وبدقة وأهداف ذات معنى وثقل بدون شائبة أو مجال لأى هفوة . ومن خلال هذه الرحلة التى أعددت لها جيدا كما ذكرت سابقا أستدعانى حبى للعلم والعلماء والذى ارتشفت منه بل نهلت منه الكثير والكثير من مصادره المختلفة والمتنوعة ومن جميع الأقطار والأجناس والفئات العمرية وأضف على ذلك ما تعلمته من خلال الاحتكاك المباشر والغير مباشر من خلال الاستشارات النفسية . وحل المشكلات الأسرية . وكذلك العلاقات الزوجية . وكيفية إدارة فنون العلاقات مجملها وأيضا العلاقات الحميمية فى جميع مراحلها وأنواعها على الصعيد العائلى . 
فقد وجدت فراغ كبير وفجوة عميقة جدا بين أفراد الأسرة الواحدة من حيث فروق الأعمار والمستوى الفكرى والعقلى وكذلك الأسلوب التربوى والبيئة المحيطة بهم .
ولكن كل هذه الفروقات أخذت أبحث وأتعمق وأتوغل فيها بكل دقة وصبر حتى أقف على السبب الرئيسى والجوهرى وراء كل هذه المشاكل التى ترد لى بصفة يومية ومن مختلف الأعمار وعلى كافة المستويات بل ومن الطبقات الراقية أيضا أجد نفس المشاكل ولكنها بالطبع تختلف عن باقى الطبقات برقى الأسلوب والإختلاف الحضارى والخصام المهذب المحترم .
ناهيك عن باقى الأساليب المختلفة فى باقى الأوساط الأخرى المتدنية فى أغلب الأمور الحياتية والإجتماعية مما جعلنى فى حيرة أكثر وأكثر وزادنى ذلك إصرارا لمعرفة السبب الجوهرى والعامل المشترك للجميع .
حتى هدانى الله تبارك وتعالى للسبب الرئيسى والمشترك لجميع المستويات والطبقات والأوساط الراقية والشعبية ((( الـــمـــســـتـــوى الــعــلـــمـــى ))) .
والذى ينبثق منه عدة مسميات منها على سبيل المثال وليس الحصر 
( التعليم المجانى ... التعليم الخاص ... التعليم الفضائى ... التعليم أون لاين ... التعليم بالفهلوة ... التعليم الشبابى ... التعليم النسائى ... التعليم الرجالى ... إلخ وهلم جرة ))) .
فعندما يصطدم العلم الحقيقى السليم والمتين ومن عقلية متزنة وواعية وفاهمة ومتفهمة بأحد هذه المسميات من العلوم السابقة تحدث الفجوة الكبيرة والتى تتسبب فى عدة مشاكل أسرية قوية جدا تهدم كيان الأسرة وتنسفها من جذورها وتشتت أفرادها لأن العلم الحقيقى لم يجد من يراعيه أو يستوعبه ويتأقلم معه .
وهنا تحديدا فكرت أن أبدأ الرحلة بالفعل وأخلصت النية لله الواحد القهار للعلم وتحصيله وتوجيهه وتعليمه ونقله كما هو بل وأزيد عليه للشباب من هذا الجيل ليحمله للجيل القادم ليعم العلم ويرافقه الخير والنفع على الجميع .
وقد أعدت جيدا لهذه الرحلة العلمية ووضعت أهدافها . وحدت وجهتها . 
وأعمل حاليا على إنتقاء العناصر الجيدة من الشباب الصاعد الواعد الذى يحب العلم للعلم والأعتماد بعد الله عز وجل على الطاقات الخلاقة القوية من الشباب وخلق مناخ قوى لهم ليخرجوا طاقاتهم ويبدعوا فى كل المجالات .
وبالفعل بدأت الخطوات الأولى فى بناء هذا الصرح العلمى الكبير والذى أطلق عليه المحبون للعلم من المقربين لى ((( الحلم الكبير ))) . نعم هو حلم كبير يخدم فى المقام الأول والأخير الشباب من جميع الأعمار ومن جميع أقطار الوطن العربى وتشجيعهم على التواصل الهادف والمثمر مع بعضهم البعض وتأسيسهم تأسيسا علميا سليما وعلى أسس وقواعد تم وضعها بدقة من خيرة الخبراء والمثقفين وأيضا وضع لائحة داخلية لتنظيم سياسة التعامل مع الجميع فى منظومة علمية أدبية ثقافية خدمية من الطراز الأول من الشباب وبالشباب وللشباب لأنهم الوقود الفعلى والطاقة المتجددة والمتأججة دائما وهم العنصر الأساسى والفعال لنجاح أى مشروع والنهوض بأى كيان أو دولة أو وطن بكامله .
ومن أهم هذه الإستعدادات وضع العناصر الأساسية التى تساعد على نجاح الرحلة 
وأهم هذه العناصر 
1 – وضع خطة جيدة وخطوات لتنفيذها بدقة .
2 - إختيار طاقم إدارى على أعلى مستوى من الأخلاق والإحترام .
3 – إختيار فريق عمل من الشباب المتعلم ومحب للعلم .
4 – إختيار البيئة والمناخ المناسب .
5 – إختيار التوقيت السليم وخط السير .
6 – إختيار الوسائل والأدوات المناسبة بإحترافية .
7 – جذب العناصر الشبابية ممن يحبون العلم للعلم .
والرحلة بكامل تكوينها وكيانها وفكرتها من الأساس قائمة بالشباب ولخدمة الشباب والنهوض بفكرهم وعقولهم 
والسعى بكل قوة لخدمتهم فى كافة مناحل الحياة وتقديم العلم الصحيح النافع لهم بأيسر الأساليب وأسهل الطرق ليكون فى متناول الجميع وعلى أيدى أساتذة كبار ومحاضرين على أعلى مستوى علمى متميز .
وبفضل الله تعالى معى فريق عمل من الشباب الصاعد الواعد والمحب للعلم والمتحمس لنشره بالأساليب الصحيحة والمفيدة لكل الأعمار وفى أى مكان على مستوى الوطن العربى بأكمله .
ونحن نهتم بالشباب لأنهم هم أمل المستقيل والشمعة التى تضئ الطريق للأجيال القادمة . وهم الذين سيحملون شعلة العلم وتسليمها للجيل القادم وهكذا تتناقلها الأجيال .
لذلك يجب أن نستعد جيدا لهذه الرحلة ونحمل من الزاد والزواد وكل ما يلزمنا لإستكمال هذه الرحلة حتى نهايتها والتى هى بالفعل لا نهاية لها لأن العلم يتجدد دائما ولا ينضب .
لأن علم الله مهما نهلنا منه واستكثرنا من بحوره وشربنا لم ولن ينتهى وعندما نقرأ قول الله تعالى فى خواتيم سورة الكهف . 
بسم الله الرحمن الرحيم 
((( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْر مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْر قَبْل أَنْ تَنْفَد كَلِمَات رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا )))
صدق الله العظيم .
ومن هنا ومن هذا المنبر الإعلامى الطيب العامر بشخصيات ذات قيمة وقامة ومحبين للعلم وأيضا من المهتمين بالطاقات الشبابية .
أقول لكم يا أيها الشباب الصاعد الواعد والمحب للعلم هيا إستعدوا وجهزوا أدواتكم وأنفسكم ورتبوا أفكاركم ونظموا عقلكم لكى تبدأوا معى ومع أمثالكم من الشباب المميز والمتميز رحلة جديدة جدا وجادة جدا وهدفها الأول والأسمى هو العلم 
وشعارها ((( الـــعـــلـــم تـــاج عـــلى رؤوس الــعــلــمــاء )))

وإلى ذلك الحين أترككم فى رعاية الله تعالى وأمنه

خالص تحياتى وتقديرى

الدكتور / حـــســـام الــــشــــرقـــاوى

إستشارى نفسى وأسرى وعلاقات زوجية

خبير فى فنون العلاقات وتحليل الشخصية

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;